كتب شخص «عربي» فقال: «نحن لسنا عربا. فالسوري والعراقي والمصري ليسوا عربا، بل نحن مشرقيون، أحفاد الرافدين والفينيقيين والفراعنة، وان تكلمنا العربية. فالبرازيلي الذي يتكلم البرتغالية ليس برتغاليا» وكانت تلك وجهة نظر محترمة لو اكتفى صاحبها بهذا القدر ولم يستطرد بقوله: «لسنا عربا ولا نشبه العرب.
لا في الفكر ولا في الذوق ولا في الحضارة. هم أهل بادية ونحن أهل حضارة. أرضهم صحراء وأرضنا لبن وعسل وتفاح وعنب. أما العرب فبدو رحل وشراب دم. وتاريخهم أحقاد وغزوات وشهوات» ومن الواضح أنه يقصد (الخليجيين) سكان الجزيرة العربية.
****
من حق الأفراد والمؤسسات في المجتمعات (العربية) غير الخليجية في المشرق والمغرب مناقشة حقيقة أعراقها ومن حقها أن تتلمس جذورها وتحدد هويتها التاريخية دون الحاجة للاعتداء على الشعب العربي في الجزيرة العربية والاستهزاء بهم بذريعة الصحراء والبداوة ودمغ الناس بتهمة (الحقد والغزو وشرب الدماء) كما أن ذلك جهل يفضح صاحبه.
فالسوريون والعراقيون والمصريون إذا كانوا (غير عرب) فإن ذلك لأسباب تاريخية أو عرقية أو نحو ذلك وليس بسبب بداوة الخليج وتاريخ الجزيرة العربية!
****
من الواضح أن «الحقد والجهل وشرب الدماء والغزو» أمور معهودة في عموم الشرق الأوسط وليس حكرا على أهل الجزيرة العربية الذين كافحوا التصحر عندما جفت الأنهار في مواطنهم فعمدوا إلى شق الافلاج (قنوات مائية تحت الأرض) واعتمدوا عليها لزراعة المانجو والموز والتين والرمان والنخيل الذي تعود اثاره إلى 8 الآف سنة (!) ناهيك عن العسل الذي يجمعونه من قمم الجبال، أما اللبن فيشربونه بنكهة الورد حين يشخبونه من ضروع نياق ترعى الأعشاب وأزهار الربيع في صحراء الجزيرة العربية.
www.salahsayer.com