بفضل الثورة المعلوماتية بات واضحا لدى العديد من الناس أن الصندوق الأسود في الطائرات ليس مثلما كنا نعتقد في الماضي، بل يحمل ألوانا فاقعة مثل اللون البرتقالي لتسهيل عملية العثور عليه بين حطام الطائرة، أما سبب وصفه بالأسود فربما يكون نتيجة ارتباط الصندوق الأسود بالكوارث التي تتعرض لها الطائرات.
موقفنا من اللون الأسود موقف متناقض، فتارة نحبه وتارة نكرهه كمثل إطلاق اسم «السوق السوداء» على السوق المخالفة للقانون، وكذلك «القائمة السوداء» نطلقها على قائمة الأسماء المحظورة، وفي حديثنا نصف الشخص المختلف أو المنبوذ بـ «الحمل الأسود» أو «البطة السوداء» وكذلك نربط الأيام السيئة بالسواد، وإخوتنا المصريون يقولون «يا نهار اسود».
أما حين نبدي إعجابنا باللون الأسود فنصفه باللون الملكي، ونتغزل بالشامة السوداء، ونعشق الليل، والليل أسود، ونغني «العيون السود» و«اسمر يا اسمراني» ونحب «الخوال» من ذوي البشرة السوداء، ونعجب بالشَعر الأسود يتطاير على متون النساء، والنفط ذهب أسود، ونقدس الحجر الأسود، وحين يكون الأبيض لون كفن الميت، يرتدي الأحياء من حوله اللون الأسود.
www.salahsayer.com