يوجد وجه شبه بين موقف السنة تجاه النظام العراقي في الثمانينيات، وبين موقف الشيعة تجاه النظام الإيراني في السنوات الأخيرة. وأعني الانحياز الطائفي من البعض ـ وليس الكل ـ على حساب مصلحة وأمن وأمان الكويت، وقبل أن أتهم بأنني طائفي، أتمنى من القارئ أن يكمل قراءة المقال إلى آخره.
في الثمانينيات، كانت هناك فئة من السنة في الكويت أيدت نظام صدام البعثي وبررت جرائمه البشعة تجاه شعبه وجارته المسلمة إيران، هذه الفئة السنية ظنت أن صدام هو المنقذ والبطل الذي سيحرر فلسطين ويطرد إسرائيل وتناست أن من لا يرحم شعبه، لن يرحم جيرانه، فأتى هذا الطاغية السني وابتلع الكويت في ليلة مظلمة، وقتل ونهب وشرد الكويتيين من دون أن يفرق بين السني والشيعي.
وفي ذلك الوقت كانت هناك فئة من الشيعة تحذر السنة من نظام صدام وأنه يشكل خطرا على الكويت، مع إقراري بوجود فئة متطرفة اتخذت التفجيرات الإرهابية أسلوبا لها. ولكن لم يستمع أغلب السنة لهذه التحذيرات بل منهم من اتهم الشيعة بأنهم طائفيون.
الآن، انقلبت الآية تماما.. هناك فئة من السنة متخوفة من نظام إيران لذا فإنها حذرت الحكومة وأهل الكويت من هذا الخطر المقبل، وأقر أيضا بأن فئة متطرفة من السنة نوت اتخاذ التفجيرات أسلوبا لها إلا أننا ولله الحمد نجونا من تكرار هذه المأساة. ولكن للأسف ردة الفعل الشيعية الحالية شابهت ردة الفعل السنية السابقة، فمن يتكلم عن إيران هو طائفي ومن ينبه إلى خطورة القبض على شبكة تجسسية داخل الجيش الكويتي تابعة لدولة أخرى فهو بنظر البعض يحاول أن يشق وحدة الصف، فإيران هي التي ستحرر فلسطين وتطرد إسرائيل تماما كما وعدنا صدام، ومازال القدس أسيرا.
قلتها من قبل وسأكررها، الشعب الكويتي لم يتعلم الدرس المكلف من الاحتلال الصدامي، حيث لم يدرك البعض أن الجار وإن اتفقنا معه مذهبيا، وإن دعمناه عسكريا ومعنويا، وإن أنشدنا له الأشعار الحماسية، فلن يمنعه ذلك من اغتصاب أرضنا متى ما سنحت له الفرصة. يا أهل الكويت، توقفوا عن النظر لخطر إيران أو أي دولة أخرى كموضوع طائفي وفكروا بكل حيادية: هل تشكل هذه الدولة خطرا أم لا؟ هل سنكرر نفس الغلطة بأن نثق في الجار الذي له أطماع إقليمية واضحة، ونقلل من تحذيرات أبناء الوطن ونتهمهم بأنهم طائفيون؟ هل نحتاج غزوا جديدا لتتوحد الكلمة الكويتية لندرك ساعتها أنه لا يوجد نظام خارجي سواء كان سنيا أو شيعيا سيكون بديلا عن الكويت بأميرها الطيب ودستورها العادل وشعبها الوفي.. والله ولي التوفيق.
[email protected]