بقلم د. سلطان شفاقة العنزي
لا خير فينا إن لم نقلها يا معارضة ولا خير فيكم إن لم تسمعوها. ما تقوم به المعارضة من مسيرات ليلية في مدن سكنية يجب أن يتوقف في الحال. لهذه المسيرات أبعاد شرعية وقانونية لن أتطرق اليها. سأتطرق فقط للأبعاد الاجتماعية والانتخابية والسياسية.
> > >
اجتماعياً: هذه المسيرات الليلية التي تحدث في المدن السكنية تزعج الأهالي وخصوصا الأطفال، وأقر بأن قمع القوات الخاصة للمسيرات يزيد من الإزعاج وترويع الأهالي ويحول مدن الكويت الهادئة بطبيعة الحال إلى ساحات حرب تدوي فيها أصوات القنابل الصوتية والغازية، وأقر بأن القمع والخيار الأمني ليس الحل، لكننا لا نتوقع ولا نترجى من حكومتنا فعل الصواب فهي أصل المشكلة، ولكننا نتمنى ونتوقع من المعارضة أن تكون على قدر المسؤولية الشعبية وأن تبني قرارتها وتنظم فعالياتها بما لا يضر ولا يزعج الأهالي.
> > >
انتخابياً: ضرر المسيرات على المعارضة أكبر من ضررها على الحكومة. الشعب لا يحتاج الى أن يرى قمعا أمنيا ليتيقن بأن حكومات الكويت المتعاقبة فاشلة وفاسدة. كل كويتي يعلم بأن حكوماته فشلت في التعليم والصحة والإسكان والرياضة والسياحة والاقتصاد والفن والأدب، لكن المعارضة الآن وضعت نفسها في خانة الانتقاد مع الحكومة. انتخابيا أهل هذه المناطق سيحاسبون المعارضة على الإزعاج المتكرر الذي حدث في مناطقهم وهو أمر تدركه الحكومة وتستغله.
> > >
سياسياً: أعتقد أن المعارضة أخطأت بتنظيم مسيرات في المناطق الخارجية فصورت الحراك وكأنه نابع من منظور قبلي، لو أن المعارضة ركزت ثقلها على ساحة الإرادة المواجهة لمجلس الأمة الكويتي لكانت الرسالة أقوى، فحضور الساحة الترابية كان سيفوق دوما حضور جلسات مجلس الصوت الواحد. أكرر مرة أخرى أنني وجهت الانتقادات المتكررة للحكومة، والآن أوجه رسالتي للمعارضة من باب النصيحة. أعيدوا النظر في المسيرات الليلية فهي تضركم اجتماعيا وانتخابيا وسياسيا أكثر مما تضر الحكومة، والله ولي التوفيق.
[email protected]
@sultanalanzi