سلطان الخلف
قضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق العمالة والطفولة وغيرها أصبحت من المواضيع الرئيسية التي تثار بصفة مستمرة في وسائل الإعلام المختلفة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
الدفاع عن الحقوق بشتى صورها أمر مطلوب ومرغوب عندما يكون من منطلق انساني صرف بعيدا عن الدوافع السياسية او المصالح الخاصة او استهداف عقائد وقيم الآخرين وخصوصا المسلمين او وفق معايير مزدوجة، هناك دول توجه اليها تهم انتهاك حقوق الانسان وتهدد بفرض عقوبات اقتصادية عليها، بينما يغض الطرف عن دول اخرى على رأسها اسرائيل التي تمارس اشد السياسات انتهاكا لحقوق الطفل والمرأة والرجل في الاراضي العربية التي تحتلها، وكل ما في الأمر ان المسألة ليست دفاعا عن حقوق الانسان بقدر ما هي مسألة سياسية يقصد منها احراج دول معينة وفق معايير مفصلة حسب طبيعة العلاقات معها، وقس على ذلك مسألة حقوق المرأة التي تثار للنيل من موقف الاسلام الذي يختلف مع الموقف الغربي منها، وهذا لا يعني ان حقوق المرأة في الغرب مصونة تماما، فالمرأة هناك تستخدم بشكل مفرط في الدعاية والإعلان، كما تعاني من تجاهل السلطات لما تتعرض له من انتهاك لكرامتها في أعمال التجارة الجنسية الرائجة التي تستغل فيها الفتيات الصغيرات اللاتي يجلبن من الدول الفقيرة تحت ستار العمالة.
لم يعد عدم المصداقية في تناول قضية الحقوق تلك يخفى على المتابع، حيث صار امرا مكشوفا ومحرجا للساسة الغربيين، فهذا كولن باول وزير خارجية اميركا السابق يطالب بإغلاق معتقل غوانتانامو لأنه يسيء الى سمعة الولايات المتحدة كدولة تتبنى قضية حقوق الانسان عالميا.