الاعتداءات الإرهابية التي طالت مسجدين للشيعة، أحدهما في السعودية ومسجد الإمام الصادق في الكويت وراح ضحيتهما أبرياء من المصلين الشيعة هي مؤشر خطير على دخولنا مرحلة جديدة من استهداف أمننا واستقرارنا ومحاولة لإثارة فتنة طائفية في عقر دارنا.
وقدر الكويت أنها ليست بمعزل عما يحدث في منطقتنا العربية من تفاقم للثقافة الطائفية ومن أعمال إرهابية وحروب مدمرة تسفك فيها دماء الأبرياء من جميع الطوائف دون مبرر. لكن لابد من أخذ الحيطة والحذر والاستعداد بأقصى درجاته لمواجهة تلك الأعمال الإرهابية وهي وإن كانت مسؤولية كبرى تقع على عاتق وزارة الداخلية إلا أنها لا تخلي ساحة المواطن من مسؤوليته في أن يساهم في تقديم كل ما من شأنه أن يحول دون تكرار مثل هذه الجريمة، وعلى حكومتنا أن تبادر في قطع الطريق على كل من يحاول أن يستغل مثل هذا الحادث في تأجيج الفتنة بين فئات مجتمعنا الكويتي أو في تصفية حساباته السياسية مع الآخرين الذين يختلفون معه، فالحفاظ على أمن المجتمع وسلامته مقدم على هذه الترهات.
منذ أيام قام شاب أبيض أميركي في ولاية كارولينا الجنوبية بإطلاق الرصاص على المصلين في كنيسة للأميركيين السود فأردى القسيس وثمانية من المصلين قتلى، الأمر الذي دفع بالرئيس أوباما إلى اعتبار مشاعر الكراهية تجاه الآخر سببا في ارتكاب تلك الجريمة. مثل هذه المشاعر التي تغذي بثقافة الكراهية تجاه الآخر ستبقى متجذرة وسببا في تهديد أمن وسلامة أي مجتمع ما لم تواجه بحزم وبثقافة مضادة تنزع كل أسباب الكراهية بين فئاته. لقد مرت على الكويت أحداث صعبة ودامية خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي – الحرب العراقية الإيرانية – وحادث الاعتداء على موكب الأمير الراحل جابر الأحمد رحمه الله ثم فترة الاحتلال العراقي وتجاوزتها بفضل من الله بسلام ونتمنى أن تتجاوز حادث الاعتداء على مسجد الإمام الصادق بمزيد من الوعي والجاهزية لإفشال أي محاولة إرهابية تهدد أمن واستقرار مجتمعنا الكويتي.
***
يبدو أن جامعتنا العربية - بعد إعلان أمينها نبيل العربي عن استعداده لمقابلة وزير خارجية نظام البعث الطائفي السوري وليد المعلم - تتجه نحو تعقيد الأزمة في سورية بالالتفاف على مؤتمر جنيف الأول المرجع في حل الأزمة السورية والمتفق عليه من قبل المجتمع الدولي بما فيه الدول العربية.