مع مشاركة شعبية وصلت إلى 75%، ونسبة تغيير طالت 60% من أعضاء المجلس السابق، فهذا يعني أن هناك رفضا شعبيا لأداء المجلس السابق، مع توجه نحو التغيير والإصلاح بإرادة قوية تتمثل في الوجوه الشبابية التي حلت في المجلس الجديد. ونتمنى أن يؤخذ هذا التغيير كرسالة معبرة عن أمنيات الشعب الكويتي في ولوج مرحلة جديدة من العلاقة بين مجلس الأمة والحكومة تقوم على التعاون البناء بينهما من أجل خدمة وبناء كويتنا بعد أن سئم الناس من تدهور العلاقة بينهما في السنوات الماضية، خاصة التي سبقت المجلس الماضي الذي لم يكن يحظى برضى غالبية الشعب الكويتي.
لا نريد أن نقول بأن مجلس 2016 يمثل معارضة قوية فنحن لا نمارس نظاما برلمانيا حزبيا، لكن هذه المعارضة وبشكل عام هي في واقع الأمر شعبية تشعر بعدم الارتياح من السياسات التي تقوم بها الحكومة والتي باتت لا تخفى على المواطن العادي من هدر لأموال الدولة دون وجه حق، أو من توقف عجلة التنمية وتراجع الخدمات وانعدام الأولويات والشعور العام بأننا أصبحنا في آخر الركب وقد سبقنا من كان يسير خلفنا. وعندما يتعلق الأمر بمصلحة الكويت لا بد أن يتلاشى موضوع الصراع بين المجلس والحكومة. نرفض أن يكون هذا المجلس قد جاء لمصارعة الحكومة، كما نرفض أن تكون الحكومة تستعد لتوجيه ضربة قاضية للمجلس فهذه الصراعات لا تليق بمثل هاتين السلطتين ولن يكون وراء صراعهما إلا الإساءة للكويت وتعثر مسيرتها وتهديد مستقبل أجيالها خاصة مع ما تمر به منطقتنا العربية من ظروف صعبة أمنية واقتصادية تستوجب التلاحم بينهما.
ما ضر لو بدأ المجلس والحكومة صفحة جديدة من التعاون تقوم على قاسم مشترك هو مصلحة الكويت مع اعتبار أن الخروج من الإيقاع الحكومي الحالي الذي يعاني من الركود والتبلد المزمن إلى الحيوية والإنتاجية أمر ضروري لتحقيق تلك المصلحة؟ لنجرب الدخول في مرحلة جديدة من التعاون بحسن نية فلن نخسر شيئا لكن من المؤكد أننا سوف نكسب ونحقق مصلحة الكويت.
***
كي لا ننسى في خضم الإعلام العالمي المخادع الذي يسلط الضوء على إرهاب «داعش» بينما يتجاهل إرهاب نظام الأقلية الطائفي في سورية الذي تجاوز إرهاب «داعش» بكثير من حيث إنه قتل مئات آلاف السوريين وشرد نصف سكان سورية ودمر مدن سورية وقراها بالقصف العشوائي بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة والطيران الحربي والأسلحة الكيماوية وفرض سياسة الحصار والتجويع، وصار في مصاف الإرهابي الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش ضد مسلمي البوسنة، ولم يعد في سورية جيش وطني أو عربي كما يحاول النظام الإرهابي الترويج له، لأن الجيش العربي السوري قد تفكك منذ الربيع العربي في سورية وحلت محله ميليشيات طائفية مرتزقة من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان تدعم نظام الأقلية في حربه ضد الشعب السوري المسلم. في مقاييس الإرهاب يعتبر بشار الأسد إرهابيا دمويا من الدرجة الأولى وعدوا للشعب السوري المسلم بعد كل الجرائم التي ارتكبها في حقه.