الماء نعمة إلهية يتألف من اتحاد ذرات الهيدروجين والأكسجين.
ومعروف أن الهيدروجين غاز قابل للاشتعال وشديد الفرقعة بينما الأكسجين غاز يساعد على الاشتعال لكن إندماجهما يؤدي إلى تكوين الماء الذي يطفئ النار وهذا أمر يثير الحيرة ويدعو إلى التفكر في سر هذا التناقض الفيزيائي العجيب.
ومن عجائب الماء أن الكائن الحي لا يستطيع أن يعيش بدونه، وقد أكد القرآن هذه الحقيقة العلمية في سورة الأنبياء (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) حتى صارت قاعدة لدى العلماء يعتمدون عليها في التثبت من وجود أي شكل من أشكال الحياة على كواكب مجموعتنا الشمسية أو المجموعات الشمسية القريبة منها.
ومن حكمة الله تعالى أن جعل ما يزيد على 70% من سطح كوكبنا الأرضي مشغولا بمياه المحيطات والبحار التي هي مصدر المياه العذبة التي تتساقط من السحب ويحتفظ بها باطن الأرض وتتفجر من حجارته الأنهار كحقيقة علمية أخرى أشارت إليها سورة البقرة (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار) ليكون الماء عنصرا أساسيا في استمرار حياة البشرية التي تعتمد على الزراعة في توفير كل ما تحتاجه من محاصيل زراعية وعلى الثروة الحيوانية ومنتجاتها البروتينية والألبانية.
ولولا المطر لهلكت الماشية ولخسر المزارعون محاصيلهم مما يعرض البشر إلى مجاعة عانت منها دول الساحل الشرقي من أفريقيا بسبب الجفاف ومات على إثرها أعداد كبيرة من الأفارقة بسبب الجوع.
وبقدر كونه نعمة فإن الماء قد يتسبب في كوارث طبيعية لا يستطيع الإنسان التصدي لها لعظمة قوته التي لا تقهر كظاهرة أمواج تسونامي التي ضربت سواحل إندونيسيا في 2004 ودمرت المناطق السكنية فيها.
وقصة الطوفان العظيم الذي أغرق قوم نوح عليه السلام لرفضهم دعوته معروفة في التراث الديني لدى المسلمين والمسيحيين واليهود.
ويذكر القرآن سيل العرم بعد انهيار سده وما ألحقه من دمار للقرى التي اكتسحها من أمامه في مملكة سبأ القديمة بعد أن بطرت معيشتها وأعرضت عن طاعة ربها (فأرسلنا عليهم سيل العرم).
ولا يزال البشر يبنون السدود لحبس ماء الأنهار والأمطار من أجل ضمان أمنهم المائي والغذائي الأمر الذي قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الدول وإلى نشوب الحروب بينها إذا ما أحست بخطر المساس بحصتها المائية ما يجعل الماء سببا من أسباب الحروب والصراعات المستقبلية يؤججها النمو السكاني السريع.
ومن المعروف أن الكيان الصهيوني اعتاد سرقة كميات كبيرة من مياه نهري الأردن واليرموك والمياه الجوفية في منطقة وادي عربة وغزة المحاصرة دون أي اعتبار للدول العربية التي يمر بها النهران وما يسببه ذلك من تراجع حصة الفرد السنوية من المياه إلى ما دون حد الفقر المائي.
ومع ما ألحقه ماء المطر من أضرار ـ من الممكن تفاديها ـ في بعض مناطقنا السكنية والطرق الرئيسية وهي محدودة إن قيست بالسيول والفيضانات التي تصيب بعض الدول وتتسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة، يظل المطر نعمة إلهية عظيمة يستبشر بها البشر عند نزوله فيبعث فيهم الأمن والطمأنينة في مواصلة معيشتهم.
(أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) السجدة.
****
من أسباب استقرار مجتمعنا الكويتي الصغير هو كونه متجانسا من الناحية الدينية وعلى اللجنة التشريعية في مجلس الأمة أخذ ذلك بعين الاعتبار حتى لا تكون محاولاتها في تجنيس غير المسلمين من أصحاب الديانات غير السماوية سببا في تعريض مجتمعنا الكويتي إلى صراعات دينية هو في غنى عنها مع علمنا بعداء الهندوس والبوذيين للمسلمين في الهند وبورما وغيرهم كالبهائيين الذين يدعون أن رسالة الإسلام قد نسخها المدعو بهاء الله الذي يحجون إلى قبره في عكا ويحميه الصهاينة المحتلون.
****
بعد فرض قانون منع تعدد الزوجات في الخمسينيات ينشط الفرانكفونيون حاليا في فرض قانون مساواة الرجل بالمرأة في الميراث في تحد سافر للشريعة الإسلامية رغم ثورة الياسمين التي عبرت عن تمسكها بالهوية الإسلامية ورفضها لحملات التغريب خلال الحقبة البورقيبية التي عانت منها تونس وأدت إلى تدهور الاقتصاد وانتشار البطالة والفساد والقمع السياسي والديني.
مع العلم أن المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث لن يساهم في حل مشاكل تونس الاقتصادية أو توفير الوظائف لأبنائها العاطلين عن العمل غير كونه عبثا استفزازيا ويؤدي إلى المزيد من الخلاف والصراع الداخلي.