تمر علينا في الحياة صور مختلفة من البشر، منهم من يلازمك ومنهم من تجبره الظروف على الابتعاد ولكن القليل منهم من يظل طيفه يلازمك، وهم قلة قليلة، ومن الطريف أن تأتي عودتهم دائما لافتة بعد انقطاع، ومن هؤلاء الغائب الحاضر د.الشيخ محمد الصباح الذي زهد بمناورة سياسية مقابل إرضاء ضميره وعودته لعالمه الحقيقي في سلك التعليم ليقدم تجاربه وخبراته للجميع دون استثناء، وفي هذا الصدد أقتبس أجزاء من عرض لمحاضرة قدمها في جامعة جورج تاون طالعتنا بها مشكورة السيدة الفاضلة نورية السداني حيث استعرضت لنا أبرز ما ورد من محاور لرؤية الشيخ حول الربيع العربي والذي تطرق فيها لنهاية حكام العرب وعصورهم الذهبية وتأكيده على أن ثورة الربيع أتت من الشباب بدلا من ظهر الدبابة ويصفها الدكتور بأنها انعكست لدينا وأدت لاستقالة الحكومة ومن ثم حل مجلس الأمة مع العلم أن الكويت بلد مزدهر اقتصاديا ومنفتح سياسيا بعكس الدول التي طالها التغيير بسبب معاناتها اقتصاديا ويستمر الشيخ محمد في تفصيله للأسباب ويحددها بأنها ثورات شبابية حازمة لتخليصها من الفساد، ويختتم رؤيته للدعوة لتدارك الأسباب والاتعاظ منها وإصلاح الخلل قبل فوات الأوان لينتهي التعليق.
وبتجرد نقول: إن شخصية الشيخ د. محمد الصباح لاتزال تحمل الكثير من الطموح الغزير والتي يحتاج إليها المشهد السياسي الكويتي بشكل واضح مما يؤكد أن طيفه لا يمكن نسيانه.
٭ ملاحظة: العمليات الإنشائية الأخيرة في الطرق ليست حلا لمعضلة الازدحام فهي ليست سوى اجتهادات ترقيعية لن تسمن في شيء سوى إطالة عمر القضية والحلول تكمن في تنشيط وسائل النقل الجماعي وتوزيع أماكن المؤسسات وزمن فترات العمل.
talalalhaifi@