طلال الهيفي
أزالت السيدة لطيفة الرزيحان الغطاء عن مسألة تعد من الثوابت العامة لم نكن نلقي لها أي اهتمام مباشر والتي تأتي تحت مسميات منها جمع التبرعات ودعم ومنح وما إلى ذلك.
وجاء اعتراض السيدة الرزيحان في المهرجان الجماهيري لنصرة أهالي غزة في شكله وتموين جهة حزبية أجنبية في باطنه مؤشراً رافضاً لدى فئة تتبنى هذا الفكر لأسباب ومواقف تاريخية.
وتعد هذه الصرخة الجريئة التي أتحفظ على طريقتها إلا أنها تفتح الباب للتساؤلات حول منهجية جمع التبرعات والآلية المتبعة لها من قبل هذه الأحزاب المحلية التي تجند كوادرها ووسائل الإعلام لخدمة أشقائهم في قضاياهم الشخصية.
ولكن ما يستهجن في هذا الموضوع أن الدولة سعت مشكورة في تلبية نداء العروبة، وتبرعت لخدمة ومساعدة الأشقاء الفلسطينيين في مؤتمر الكويت الاقتصادي، ومن ثم نجد على الجانب الآخر الفزعة الحزبية لبعض التيارات في عملية جمع التبرعات الخيرية، وعلى مرأى وسكوت الحكومة الرشيدة، وتناست هذه التيارات دورها المناط بها في المجتمع وخصوصا بعد تعرض بعض الفئات في المجتمع الكويتي إلى انتكاسات مالية كبيرة سواء في البورصة أو من تأثير الاقتصاد العالمي عليهم، فنرى أن هذه الأحزاب تجاهلت واقعها المحلي وهبت لنجدة البعيد، فكان من الأولى لهذه المؤتمرات والتجمعات أن تسلط على الشأن الداخلي المليء بالقضايا الإنسانية التي تحتاج إلى مساعدة واهتمام من هذه الجمعيات التي استشرت تحت رداء الدين ومبتعدة عن تطبيق قاعدة «الأقربون أولى بالمعروف»، فكم من معسر محتاج تضخمت عليه الديون والطلبات وما تبعها من نشوء مشاكل اجتماعية ومالية في المجتمع تهدد كيانه واستقراره، وأحزابنا بعيدة كل البعد عنهم وجل اهتمامهم ينصب على إبراز دورهم السياسي والقيادي في تهيئة الجماهير لخدمة أجندتهم ودورهم الحزبي.
مع العلم أن هذه التيارات كان لها دور كبير ومفيد في توعية المجتمع وتهيئته للحياة المدنية خصوصا في الستينيات إلا أن بوصلته تعطلت منذ زمن ليتوقف معها العطاء وتنمية المجتمع.