دائما ولعقود ونحن نتهم هوليوود بأنها بقصد أو عن غير قصد تقوم بتشويه صورة الإسلام والمسلمين ونزيد في إعلامنا أن من يقف وراء تلك الأعمال السينمائية الهوليوودية اللوبي الصهيوني، وكان معنا الحق كل الحق في اتهامنا هذا، ولكن ما فعله «داعش» في ثلاث سنوات أكبر وأبلغ أثرا في تشويه صورة الإسلام مما فعلته هوليوود طوال 80 عاما، وفعل «داعش» ما عجز ان يفعله اللوبي الصهيوني طوال عقود.
«داعش» شوه صورة الإسلام والمسلمين كما لم تفعل أي دولة أو منظمة في التاريخ.
وأعتقد أنه آن الأوان للحكومات والشعوب الإسلامية والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني في الدول الإسلامية للتحرك ضد حالة التشويه التي يقودها وتسبب فيها «داعش» لصورة الإسلام، بان تخرج بيانات واضحة من علماء لهم ثقلهم لتبيان خطر «داعش» وكشف هذا التنظيم وتفصيل مكامن خطورته عقائديا وفكريا وتوضيح انحرافاته، فالأمر لم يعد ينفع معه الاجتهادات الفردية لبعض المشايخ والعلماء بل يجب أن يتم التحرك على كل المستويات، فالقضية تمس امن كل بلد سواء كان بلدا إسلاميا او غربيا ويجب أن يكون التحرك تجاه تبيان خطأ هذا الفكر المنحرف، والفكر لا يواجه إلا بالفكر والأدلة والبراهين العلمية الثابتة.
وبغض النظر عن النظريات التي تتحدث عن نشأة «داعش» تبقى حقيقة واحدة ان «داعش» صناعة فكر منحرف، وكما قلت الفكر لا يواجه الا بالفكر، وتجفيف منابع «داعش» لا يتم عبر حرب او ضربات جوية او حتى القبض على المنتمين الى «داعش» والمروجين لفكره بل تقوم على تجفيف منابعه الفكرية ومواجهة فكره بالحجة والدليل.
بعيدا عن كل هذا في الحقيقة ان الفنان ناصر القصبي في الحلقتين الثانية والثالثة من مسلسل «سيلفي» استطاع أن يضع اصبعه على جزء من جرح مجتمعاتنا الذي تسبب فيه «داعش» خاصة في المشهد الأخير من الحلقة الثالثة التي اختزلت بـ 15 ثانية ما يمكن أن تقوله كتب ومجلدات بهذا الخصوص.
[email protected]
boreslitariq@