في مقالة سابقة لي نشرت هنا في «الأنباء» كتبت أن مقاعد المعارضة لن تتجاوز 8 مقاعد في مجلس الأمة وطبعا كتبت هذا التحليل خلال الانتخابات وقبيل ظهور النتائج بوقت، وكنت في ديوانية يوم نشر المقال ودار حوار بيني وبين احد الأصدقاء والذي عتب علي كيف أنني أسبق بتحليلي نتائج الانتخابات، وبعد ظهور نتائج الانتخابات تشكلت كتلة عرفت باسم كتلة الـ 26 وأذكر أن صديقي ذلك التقيته بعد تشكل تلك الكتلة وقال لي:«هااا شفت المعارضة 26 وليس 8 كما تقول» طبعا لعلمي بالواقع السياسي حاولت أن افهمه أن الـ 26 ليسوا معارضة 100% بل هو تكتل سياسي، ولكنه أصر، بالأمس طبعا أعلن النائب د.عادل الدمخي أنه لا وجود لكتلة الـ 26 النيابية، وطبعا هي كانت جماعة تنسيقية وليست كتلة سياسية، وقبل أسبوع أعلن غير نائب أن 44 نائبا سيمتنعون عن التصعيد السياسي طوال الفصل التشريعي الحالي، وهو محصلة منطقية واقعية تقول إن المعارضين في المجلس اقل من 8 وهذا هو الواقع، المعارضة لا تزيد عن 8 ولن تزيد.
وحتى المعارضة المتبقية من هذا الفصل التشريعي لن يكون لها أثر في إدارة دفة عجلة السلطة التشريعية.
ولست ضد أن يكون المجلس على وفاق مع الحكومة بما ينفع البلاد والعباد، ولكن ضد من يدعي المعارضة ورائحة صفقاته السياسية تزكم الأنوف، أرحب كثيرا بالنواب الذين أعلنوا مواقفهم صراحة حول التغييرات الأخيرة بعد القرار الأميري السامي بإعادة الجناسي وأعلنوا مواقفهم صراحة، ولكن النواب الذين يعلنون شيئا ويعملون شيئا هؤلاء يحب أن يكشفهم المحللون المختصون في مراقبة الوضع السياسي، وأيضا يعاقبهم الناخبون في الانتخابات المقبلة وأنا أراها قريبة وهي كما يؤكد كثير من المحللين والقانونيين والدستوريين ستكون في يوم نطق حكم المحكمة الدستورية في الطعون الانتخابية بداية مايو القادم، ويرون أن هذا المجلس سيكون المجلس المبطل الثالث ولكل صاحب رأي مبرراته ودفوعاته، وأيضا إذا تم إبطال المجلس فهذا يذهب بنا إلى انتخابات مبكرة ستكون نتائجها مختلفة وسيكون حساب النواب اكثر وأشرس من حساب نواب ٢٠١٣ وستسقط أسماء مهمة وتدخل أسماء جديدة.
كلمة أخيرة: نبارك للأستاذة القديرة فاطمة حسين تزكيتها لمنصب رئيس جمعية الصحافيين وهي ليست بحاجة لشهادة من شخصي المتواضع، وقد سبقني أساتذتي الكبار في الحديث عن أحقيتها بعد عمر حافل صحافيا وإعلاميا وكنت صغيرا عندما كنت أنفذ أمر والدتي، رحمها الله، في فتح التلفاز وقت بث برنامجها وأتذكر إطلالتها وحديثها لأهل الكويت ابان الاحتلال العراقي، فلها مني تحية تلميذ للتو ولج عالم الصحافة ودعاء لها بالتوفيق وطول العمر على طاعته.
[email protected]