في العام 1996 صدر مرسوم إنشاء مجلس أعلى للمعاقين، وشمل عدة مواد لها علاقة بذوي الاحتياجات الخاصة من فئة المعاقين، وتشكلت لجان رديفة للمجلس يترأس كل لجنة أحد أعضاء المجلس، وكان المجلس وقتذاك تحت مظلة وإشراف وزارة الشؤون ولا يزال كذلك حتى بعد أن تغير مسماه إلى الهيئة العامة للمعاقين!
في عام 1997 كنت واحداً من أعضاء اللجنة الإعلامية التابعة للمجلس برئاسة المرحومة منيرة المطوع، وعملنا لعدة سنوات حتى توقف العمل بسبب تعديل مرسوم إنشاء المجلس الأعلى ليصبح هيئة عامة مختصة بشؤون المعاقين، بالطبع المجلس الأعلى لم يسلم من النقد السياسي والشعبي والإعلامي من المجتمع وأطراف نيابية لها مصالح ورؤى تجاه أهمية هذا المجلس، فتدخل المصالح جعل المجلس ومن بعده هيئة المعاقين في مرمى الأهداف الشخصية السياسية والإعلامية من أجل تحقيق المكاسب على حساب العناصر الأهم من كل هذه المصالح الشخصية والأهداف السياسية، ولا نزال في دوامة الصراع بين أهمية هذه الهيئة المعنية بالمعاقين وكذلك عنصر الزج بالمصالح السياسية التي تسعى أطراف إلى تحقيقها على المصلحة العامة من أهداف تأسيس هذه المؤسسة التي تعنى بالمعاق وتحقق مصالحه واحتياجاته الخاصة صحيا وإنسانيا وتعليميا ووظيفيا وأسريا حتى يستقر معيشيا بأحسن الظروف التي تتيحها الدولة!
لذلك، نحن نؤكد أن إبعاد شؤون المعاقين عن كل هذه التجاذبات السياسية هو الهدف من قطع دابر المتاجرة بمصالح المعاقين وخاصة سياسياً، لذلك نقول إن سوق العمل اليوم، وأيضا أعرق الجامعات بكل مجالات التخصص أتاحت فرصا نادرة للمعاقين وتخرج العديد منهم في عدة مجالات تخدم مصالحهم التي من أجلها تأسست الهيئة العامة للمعاقين، لذلك فإن إدارة هذه المؤسسة يجب أن تتاح لمن يحملون أعلى التخصصات بمختلف العلوم الاقتصادية والقانونية والطبية والإدارية والمعلوماتية من ذوي الإعاقة لإدارة مصالح هذه المؤسسة مع تعيين مجلس استشاري يعينهم على دراسة مصالحهم في جميع المجالات، ويكون هذا المجلس الاستشاري متخصص بأعلى تخصصات معنية بقطاع المعاقين واحتياجاتهم بشكل عام إنسانيا ومهنيا!
وحتى ننتهي من المساومات السياسية للمصالح والاتجاهات الفئوية والشخصية التي تخدم محسوبيات هؤلاء الأشخاص المتربصين للنيل من أهداف القانون الذي وضع لمصلحة المعاقين واحتياجاتهم! فمتى سنرى المعاقين هم من يدير هذه المؤسسة الإنسانية المهمة بعيدا عن المتاجرة السياسية؟! وسنظل نتابع مصالح المعاق حتى يحقق أهدافه السامية!