اليوم تقع القضية الفلسطينية، بل يقع العرب أجمعين بين وعود دولية بدأت من عام 1991 ولا تزال هذه الوعود مستمرة وآخرها مشروع «صفقة القرن» الأميركية والتي سبقتها بعد حرب تحرير الكويت صفقة «خارطة الطريق» وما يسمى بمشروع ومعاهدات «أريحة.. غزة أولا»، خرج منها العرب والفلسطينيون بدولة فلسطينية وبعد توقيع اتفاقيات مع الكيان الصهيوني ذهبت أدراج الرياح لأن «رام الله» المقر المؤقت منذ 27 عاما لا تزال والقدس بعد سنوات اتفاق «اريحة.. غزة اولا» تم عاصمة أبدية في يد الكيان الصهيوني بعد إعلان ترامب الأخير! وهكذا أصبحت فلسطين رغم محاولات التهدئة بين الفلسطينيين دولة بعاصمتين شرقية وغربية هناك تفرض «حماس» نفسها في غزة، وهنا تفرض «فتح» نفسها في رام الله!
وتأتي «صفقة القرن» في النهاية لتؤكد لنا اليوم ان فلسطين دولتان شرقية وغربية، وخاصة بعد اعلان تل أبيب وضع خطط لتطوير «غزة» باتجاه خلق انشقاق أعمق بين الاخوة الفلسطينيين وتأكيد تعامل الكيان الصهيوني مع حكومتين هنا وهناك فهل هذه هي صفقة القرن الموعودة اليوم!
نحن أمام حالة سياسية شائكة وموقف أممي حائر وكذلك موقف عربي حيرته أعمق فهل ننتظر أياما وسنوات أكثر تضليلا؟! بل كيف هو المخرج السياسي الحقيقي من كارثة «صفقة القرن» لعبة الصهاينة الجديدة هذه المرة تجاه «غزة»؟! بل لماذا ينتظر العرب والفلسطينيون حتى الآن؟! هذه الاسئلة نتوقف عندها ونتابع الوضع هنا وهناك، ونقول هي لعبة إطالة سياسية حتى يزهد العالم والعرب كل المواقف ويتناسى الجميع قضية فلسطين، بعد إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل من جانب واحد رغم رفض العالم هذه الخطوة التي كانت بداية «صفقة القرن» المزعومة والخافي أعظم! فهل يتنبه زعماء فتح وحماس هذا المشروع السياسي الذي يرفض نظرية «التعايش» السلمي دولتين متجاورتين كما قرأنا من قبل في كتاب «فلسطيني بلا هوية»؟! وهل «صفقة القرن» آخر المشاريع السياسية المدمرة في حق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؟!
نحن سنظل في تناقض المواقف السياسية حتى نصبح بلا هدف استراتيجي في قضية العرب الأولى.. وانتهى الحوار بدون نتيجة وحتى بدون حل سلمي للقضية الفلسطينية، فأين آخر المطاف والمسار؟!