وزّع المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية (أكملز) علينا منذ أيام هدية قيّمة عبارة عن دراسة بحثية من تأليف المرحوم د.يعقوب الشراح - طيب الله ثراه - وهذا البحث العلمي من عشرين فصلا يقول الراحل في مقدمة بحثه: «إن هذه الدراسة التي بين أيدينا تسعى لإيضاح العوامل المؤثرة في فشل وموت المدرسة»، وتداعيات ذلك على المجتمع، خصوصا أن الفشل الذي أصاب المدرسة في الدول النامية أصبح اليوم أكثر شيوعا واتساعا لدرجة الصعوبة في العمل أحيانا على معالجة مسببات الفشل والحد من تداعياته على الأطفال الذين يعانون الجهل والفقر والأمية والحرمان من التعليم..!
وها نحن نضع هذه الدراسة الوافية أمام العاملين في القطاعات التربوية والمهنية كمرجع ثري لمعالجة القصور الذي أصاب الكيان التربوي في الكويت بسبب النظام التربوي الذي لا يستطيع معالجة هذا القصور في الأداء والمتابعة والحرص على النهوض بالعملية التعليمية والتربوية مثلما كانت أيام زمان!
وهنا ايضا نشير الى افتتاحية مجلة المعلم في عددها الاخير في 22 سبتمبر 2018 تحت عنوان بارز ومثير كتبت مجلة المعلم «قضايا التعليم والحاجة الماسة إلى رؤية اصلاحية من نواب الأمة».
وتؤكد الافتتاحية أن القضية التعليمية تعد الركيزة الأساسية لبناء حاضر ومستقبل هذا الوطن، وهي في حاجة دائمة وماسة لكي تكون في أولوية الاهتمام، استجابة للتوجيهات السامية لقائد الركب والإنسانية سمو الأمير - حفظه الله - وسمو ولي العهد - رعاه الله - واهتمامهما الدائم بالقضية التعليمية.. إلى نهاية هذه الافتتاحية التي تقرع جرس الإنذار الموجه لنواب الأمة وللقيادات التربوية بمن فيهم الإخوة الأفاضل مديرو المدارس فهل كما قالت دراسة المرحوم د.يعقوب الشراح إن «المدرسة تموت»؟! وفند في دراسته وفصولها كل العوامل التي تتسبب في هذا الموت.
ومن هنا نقول إن العلاج التربوي والسياسي والأكاديمي هو قضيتنا الأساسية حتى لا تقفز المصالح الشخصية مستقبلا على أولويات العملية التعليمية لتحقيق ما تطالب به افتتاحية مجلة المعلم من مستوجبات برلمانية للقضية التعليمية! وحتى يكون البرلمان في منأى عن تدخلاته في تعيين مساعدي ومديري المدارس والقيادات التربوية من خارج الميدان التربوي أو ممن لا يستحقون قيادة المدرسة والمسيرة التربوية! وحتى لا تسقط المصالح الشخصية على الأولويات المهنية فيكون كما قال د.الشراح: كيف تموت المدرسة؟ في تلك الدراسة البحثية التي يجب على نواب الأمة واللجنة التعليمية البرلمانية والقيادات التربوية وعلى رأسهم معالي الوزير الحالي أو أي وزير للتربية مستقبلا أن يبدأوا بتحسين ظروف المدرسة أولا من اختيار قياداتها ثم المنطقة التعليمية وبالتالي قيادات الوزارة بهذه المستوجبات لعلاج كل أولويات القضية التعليمية حتى لا تموت المدرسة...!!