فقـدت الأسـرة الأكـاديمية بكلية الآداب جامعة الكويت واحـدا مـن أخلـص وأوفـى الأصدقاء المرحوم «بوخالد» د. جمال العنزي ـ رحمه الله وأحسن مثواه ـ فالفقيد كان يحمل في قلبه الوفاء والطيب والإخلاص لهذه الأرض التي يكن لها الحب الكبير. عرفته إبان الاحتلال الغاشم فكانت لي معه وقفات وصفحات من الكفاح والعمل وكان اللقاء الأول معه في مكتب «اللجنة الإعلامية» في سفارة دولة الكويت بدمشق وشاركت معه بالعديد من اللجان العاملة بالسفارة وحظيت في تلك الفترة بصديق صدوق ووفي ومحب وطيب صدره يسع كل شيء، كما حظيت بمرافقته في العمل ضمن الفريق الإعلامي مع الشيخة حصة الصباح بالمكتب الإعلامي بدمشق وتشاركنا كذلك السكن معا كما تشاركنا العمل في مكتب واحد وكانت مهمتنا تحليل وكتابة التقارير الصحافية ورصد المواقف من هنا وهناك!
وقد عرفت بالفقيد خصالا كثيرة نتيجة هذه العشرة التي لم ولن أنساها! نعم استمرت صداقتي للفقيد وتشاركنا إعداد وثيقة إعلامية صحافية بعد التحرير أثناء تواجدنا بالمركز الإعلامي فكانت مرجعا وثائقيا لما رصدناه من مواقف ومقالات وأخبار من واقع مواقف الصحف السورية الصادرة في دمشق آنذاك، كما ساهمنا بكتابة المقالات في جريدتي «الثورة والبعث» السوريتين وشاركنا الزميل السوري «غازي العلي» أيضا في رصد هذا العمل الوثائقي! وبعد العودة للكويت شاركت الفقيد بالعمل الصحافي في «جريدة الوطن» بالفترة من 1991 وحتى نوفمبر 1993 عندما انتقلت للكتابة بجريدة «الأنباء» الغراء!
وعندما عملت في عام 1999 مديرا للعلاقات العامة والإعلام بجامعة الكويت كانت صداقتي متواصلة مع زميلي وأخي بوخالد بحكم عمله مدرسا في كلية الطب المساعد آنذاك وحتى انتقاله للعمل بكلية الآداب رئيسا لوحدة اللغة الإنجليزية وبالمصادفة في وحدة اللغة الإنجليزية كان الفقيد يعمل مع كريمتي «أمينة» المدرس بنفس الوحدة وبحكم أنه خريج بريطانيا فقد ساعدها في اختيار جامعتها هناك أول البعثة وعندما عادت بعد التخرج عملت معه بنفس الكلية والوحدة!
نعم هذا الارتباط العميق بيننا شكل أخوة وصداقة مع الفقيد دامت أكثر من 28 عاما في الوسط الأكاديمي والصحافي والإعلامي، بالطبع ستبقى خالدا في ذاكرتي إلى الأبد ولن أنسى ابتسامات وتعليقات بوخالد الرجل البشوش المرح اللبق ولن ينسى زملائي الذين عملوا معنا بالمركز الإعلامي بدمشق: فيصل المتلقم ومحمد القضاع وسعد العجمي وعلى رأسهم الشيخة حصة الصباح، لمسات الوفاء لهذا الرجل الذي أحب الكويت واعطاها الكثير ومات في أرضها مكرما واحتضنته أرضها وترابها الطاهر!
«بوخالد» جمال العنزي لن أوفيه حقه مهما كتبت أو عبرت لأنه مجموعة مخلصة من العطاء والوفاء والطيب، 28 عاما ستبقى مضيئة في حياتي للأبد لأنني عرفت فيها رجلا مثل جمال العنزي وتعلمت منه الكثير، رحمك الله بوخالد واحسن مثواك وأدخلك الجنة وغفر الله لك والصبر والسلوان لأبنائك وبناتك وأهلك «يا حبيبي»!