في طريقي إلى بيروت قبل أيام التقيت في مطار الكويت بصديق قديم هو الإعلامي والصحافي والمفكر السياسي هشام الديوان فتجاذبت معه الحديث بكل القضايا! بالطبع هشام اليوم هو مدير عام قناة «صوت العرب» وأنا أعرفه منذ ثلاثين عاما عبر جريدتنا الغراء «الأنباء» وكذلك عبر «الوطن»!
قصة مثيرة بالتأكيد تلك التي قالها لي الديوان حصلت معه بالقاهرة يوم 2/8/1990 في طريق عودته إلى الكويت عندما صدم في مكتب الخطوط الجوية الكويتية بخبر احتلال الكويت وعلق بالقاهرة هو وأسرته!
هشام الديوان كانت له مواقف رجولية وبطولية رغم انه عراقي «الجنسية» إلا انه كان هواه كويتيا ونصفه الآخر كذلك، وسجل مواقف جريئة من لندن وباريس تجاه قضية الكويت! حكايات وحكايات حتى موعد إقلاع الطائرة وافترقنا بعد وصولنا إلى مطار بيروت، لم تنته الحكاية!
وفي طريق عودتي من بيروت الى الكويت التقيت في مطار «رفيق الحريري» بالمفكر والإعلامي والسياسي العراقي «حسن العلوي» الذي التقيت به سابقا هنا بالكويت بمقر جمعية الصحافيين وفي مناسبات كثيرة عندما كان يزور الكويت قبل سقوط النظام البائد بالعراق! وعلى عجالة عرفته بنفسي وبادرني كم هو مشتاق لزيارة الكويت في أقرب فرصة وهمس لي قائلا: أنا جوازي ديبلوماسي عراقي وكم مرة طلبت زيارة الكويت ولم تأت لي الموافقة وحدثني كم هو مشتاق للقاء المفكرين والإعلاميين بالكويت، وأشاد بكل مواقف الكويت تجاه قضايا العرب عامة والعراق خاصة!
هذه الرسالة غير المباشرة التي طلبها «حسن العلوي» مني ذكرتني بموقف مماثل أيام الغزو الغاشم عندما طلب مني السياسي الفلسطيني «خالد الفاهوم» بدمشق الالتقاء بوزير خارجية الكويت آنذاك سمو الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ـ ونقلت طلبه الى رئيس مكتبنا الإعلامي في دمشق آنذاك الشيخة حصة صباح السالم وقد تمت المقابلة والتقى سموه، رعاه الله، برئيس جبهة الإنقاذ الفلسطينية مع وفد الجبهة ليلة وصوله دمشق بحضور سفيرنا آنذاك أحمد عبدالعزيز الجاسم، وكنت أحد المتواجدين في تلك الأمسية حيث طلب مني ذلك السفير الجاسم لأنني كنت أعمل آنذاك بالمكتب الإعلامي وبعد اللقاء طلب مني كتابة البيان الصحافي بخط يدي وبصياغته هو وبعد ذلك طلب مني توزيع البيان بعد اعتماده على وكالة الأنباء السورية، والكويتية، وارساله الى المكتب الإعلامي بالقاهرة! ما أشبه الليلة بالبارحة وهذه المصادفة التي لن تتكرر إلا بالصدفة!
ومثلها مثل لقائنا وزير خارجية العراق عام 2003 بالرياض آنذاك «هوشيار زيباري» عندما كشف عنا أنا ود.عبدالله سهر أعضاء الوفد الصحافي الزائر للرياض مصادفة خبر القاء القبض على «المقبور صدام حسين»، والذي نشر آنذاك فقط في جريدة «الأنباء» كسبق صحافي! نعم انها مصادفة.. عراقية! فهل نلتقي «حسن العلوي» مجددا بالكويت وعبر قناة «صوت العرب» مثلا، أو أية وسيلة إعلامية أم نلتقيه في أية محافل سياسية أو إعلامية على أرض الكويت؟!
الفرص بالعمل الصحافي ربما تتشابه وربما تتكرر..!