هذه الكلمة تعني اسما ومثلا ومرادفا لمعان كثيرة!! في الحقيقة هناك أشخاص في المجتمع يطلق عليهم لقب «سوسة» كناية عن ناقل الأخبار السيئة وهو «الفتان» بين الناس!! «وسوسة» هي داء يصيب الأسنان ويتلفها، وأيضا هي «حشرة» تصيب الخشب والسجاد وتحدث تلفا فيها وهي ايضا تصيب الأرض البالية، لذلك يقال عنها سوسة «الأرض» أو «الأرضة»!! أما في التاريخ فقد اشتهرت عدة مدن تاريخية تحمل اسم «سوسة» منها المدينة التونسية الشهيرة وأيضا مدينة سوسة الليبية وهاتان المدينتان عرفتا في القرن الأول قبل الميلاد، وأسست سوسة التونسية في العهد الفينيقي عام 1101 قبل الميلاد، وهي أقدم من قرطاج، وهي حاليا مدينة سياحية وتجارية وثقافية وعلمية مؤثرة في الحياة السياسية بالدولة التونسية!! أما «سوسة» الليبية فهي مدينة صغيرة احتلها الرومان في القرن الأول قبل الميلاد وسميت «أبولونيا» ثم تغيرت في القرن الخامس للميلاد إلى «سوزوسا» حتى الفتح الإسلامي، حيث تغير اسمها بعد الفتح الإسلامي إلى سوسة «المحروسة» واسم سوسة من كلمة أصلها «أمازيغية»!! بالطبع تبقى كلمة «سوسة» التي تعني بالعامية الكويتية والخليجية وحتى عند بعض البلاد العربية هي كناية عن الشخص الفتان ناقل الأكاذيب والأخبار!! وفي أيامنا هذه هناك بعض المصادر الإخبارية ووسائل الإعلام، «نقصد التواصل الاجتماعي» والمحطات والقنوات التلفزيونية التي تنطبق عليها كلمة «سوسة»!! «فالسوسة» سلاح إعلامي يستخدم الإشاعة والخراب من أفراد وجماعات ومنظمات، فهم مثل «الفيروس» الذي يدمر الأنظمة والأجهزة الإلكترونية لذلك نقول إن الحرب المضادة على هذه الأجسام والأشخاص والوسائل مشروعة إعلاميا وأمنيا واجتماعيا.
لذلك علينا ملاحقة هذه «السوسة» في كل مكان وتدميرها والقضاء عليها بكل الوسائل المشروعة مثل ما يعرف الجميع بأن الأسنان عندما تضربها «السوسة» تحدث ألما وقلقا عند المصاب فلابد من خلع هذه السن أو هذه الأسنان المصابة وعلاج كل ما حول السن المصابة وإصلاح «اللثة» المصابة أحيانا!!
إن مكافحة الإشاعة والأخبار الكاذبة هي مكافحة تشبه مكافحة «السوسة» إن كان مرضا أو حالة فيروس إلكتروني يصيب الأجهزة حتى التخلص منه نهائيا!!
ولكن تبقى «سوسة» المدن التاريخية التي لها شأن حضاري وتاريخي.
نقول يجب علينا التعمق في تاريخها الحضاري حتى يتعرف عليها الجيل الحاضر وعلينا أن ندعو الله لمدينة «سوسة» الليبية التاريخية بالنجاة من الحرب الدائرة اليوم ومن خطر «الفتنة» والتدخل الأجنبي في تدمير الدولة الليبية والشعب الليبي الشقيق وخاصة من ظاهرة «سوسة» العصر سلاح الطائرات المسيرة والله ينجينا من «السوسة»!!