اليوم 6 نوفمبر 2019 يأتي بعد 28 عاما على إخماد نيران الحقد وجريمة العصر التي افتعلها النظام العراقي المقبور في آبار النفط الكويتية من الشمال الى الجنوب عند انسحابه مهزوما ومندحرا من أرض الكويت الطاهرة التي عاث فيها تنكيلا وفسادا وسرقات واعتقالات وتعذيب وقتل للأبرياء من أبناء هذا الوطن! نعم تمر هذه الذكرى ونحن بحمد الله ننعم بالكثير من الاستقرار والأمن والأمان لتبقى صورة التضحية والشهادة والوفاء والتفاني هي الدرس النموذجي الذي نستقيه من ذكرى 6 نوفمبر التي نجحت فيه فرق الإطفاء الكويتية متعاونة في إخماد نيران الحقد في أكثر من 700 بئر أشعلها النظام الفاسد في العراق! وهنا لابد أن نشير الى أهمية هذه الذكرى كدرس وطني لهذا الجيل وللأجيال القادمة يعكس صور وطنية رائعة هي بمنزلة الدروس العملية التي ستظل راسخة في أذهانهم وذاكرتهم على مر الأيام والسنين!
«6 نوفمبر» 1991 تاريخ تخلده الصفحات وتسجله الوثائق المكتوبة والمصورة لتبقى هذه الصفحات التسجيلية عاما بعد عام مخلدة في مراكز ومتاحف وطنية وعالمية تتناقلها الأخبار المرئية والمسموعة والمقروءة هنا وهناك حتى يتذكر العالم جريمة العصر التي لا تنسى!
ونحن اليوم نجسد هذه الذكرى لنقول لكل الأشقاء في الوطن العربي الكبير إن الكويت التي تعالت على جراحها ستبقى الداعم دائما لمنهج الاستقرار والوحدة بالصف والكلمة لهذه الأمة في فتح الصفحات البيضاء بالتعامل الأخوي والمبدئي مع كل الاخوة الأشقاء بعيدا عن نيران الحقد وبعيدا عن الأوجاع والألم ودعما لمواقفنا المبدئية والسياسية الواضحة والراسخة التي هي نهج قيادة الروح الصادقة والوفية هي كذلك الدرس الذي نتعلمه من قيادتنا وسيظل درسنا الأول ومنهجنا الواقعي في التعامل الأخلاقي والإنساني مع سجل الأحداث التي مررنا بها وستمرر على أجيالنا، فالكويت دائما سباقة للخير!
دروس السادس من نوفمبر بعد 28 عاما على إطفاء نيران الجريمة والحقد بلا شك لن تمحى من الذاكرة وستبقى عنوانا بارزا لنا ولأجيالنا اليوم وغدا ونحن نضع دائما شعار التنمية المستدامة طريقا لنا في خدمة أجيال اليوم والغد نحو «كويت جديدة» تتطلع للنهضة المستمرة تجاه النفس بروح وطنية وقومية مترابطة لا منفصلة ولا متأثرة بأحداث الماضي والحاضر لأنها دروس للمستقبل ومؤشر وضعته لنا قيادتنا الحكيمة بعقلانيتها المميزة وستبقى الخط السياسي الراسخ في السراء والضراء!
وفي هذه الذكرى الوطنية المباركة نسجل أسمى آيات الشكر والعرفان لكل الذين كافحوا نيران الحقد وأطفأوها بجهودهم ومثابرتهم ووطنيتهم ونترحم على الذين شاركوا في هذا الانتصار الوطني ممن رحلوا عن هذه الدنيا وتركوا أفعالهم خالدة في سجلات تاريخ هذا اليوم المبارك السادس من نوفمبر تاريخ سيبقى للتاريخ خالدا في ضمائرنا للأبد!