تفاؤل في كل الأوساط عندما أعلن المجلس البلدي مشروع إحياء «مدينة كاظمة» التاريخية للوجود في موقعها الحالي على جون الكويت بمحيط محافظة الجهراء، هذا ما أعلنه المجلس البلدي في شهر مايو 2019 على لسان رئيسه أسامة العتيبي وعلى مساحة 150كم2، ونحن الآن نقترب من انتهاء سنة 2019 ولم نقرأ جديدا بعد هذه الفرحة بإحياء المدينة التاريخية العريقة التي يمتد تاريخها التليد الى عصور ما قبل التاريخ وازدهرت في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي ثم اندثرت في العصر الحديث وأصبحت «أطلالا» حتى جاء خبر المجلس البلدي الذي بعث على التفاؤل بإحياء هذه المدينة التاريخية وفق النمط الحديث معماريا وهندسيا وتراثيا! لقد وزعت صور لفكرة المشروع الحديث لمدينة كاظمة التاريخية، ولهذا الحلم الوطني التاريخي، ونعتقد أن مشروع جسر جابر الرائع هو تمهيد لإحياء فكرة مدينة شمال غرب جون الكويت التاريخية «كاظمة» المتكاملة العناصر وفق ما جاء في بيان المجلس البلدي والذي بثته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ونشرت تفاصيله الصحف المحلية! ونحن نتساءل بعد هذه الأشهر السبعة عن إعلان المجلس البلدي بشأن فكرة مشروع كاظمة الحديثة لماذا، وأين أصبح المشروع ولِمَ لم تعط تفاصيل جديدة عنه مع أنه مشروع وطني له مكانته التاريخية؟!
وهل ننتظر المؤتمر الثاني للمجلس البلدي حتى تكشف معلومات جديدة وأخبار عن هذه المدينة التاريخية؟! اليوم علينا في مؤسساتنا الوطنية دعم هذه الفكرة الرائدة على المستوى السياسي والنيابي والفني والاجتماعي والتربوي والاقتصادي لدفع فكرة مشروع مدينة كاظمة إلى النور والإعلان عن تشكيل فريق متكامل بدعم أعلى السلطات من أجل أن ترى «مدينة كاظمة» النور وإعادة الحياة لهذه الأرض التي ازدهرت عبر التاريخ بموقعها التاريخي العريق كأرض «سلام وحرب»!
وكاظمة في التاريخ كانت «إمارة بني تميم» ومدينة الشعراء العرب في العصرين الجاهلي والإسلامي وأشهرهم «الفرزدق»، ونحن أيضا نقول يجب أن نعود الى كل ما ذكره المؤرخون عن تاريخ هذه المدينة العريقة في التاريخ الأدبي والعمراني، لقد أفرد أستاذنا الكبير والمؤرخ الأدبي والتربوي الرائد د.يعقوب الغنيم العديد من الكتابات والمؤلفات عن هذه الأرض التاريخية وازدهارها وسكانها ومكانتها ورجالها وشعرائها وأبطالها التاريخيين! كما كتب رجال الكويت من أدباء وشعراء العديد من القصص والروايات عن أرض كاظمة وأهميتها، ونحن نطالب المجلس البلدي بأن يوثق كل هذه الحقائق التاريخية ويستعين بها من أجل التاريخ، حتى تكون مصدرا من مصادر متحف المدينة العريقة مستقبلا عندما تكون كاظمة «الحديثة» حقيقة على خريطة الكويت، واليوم نستذكر قول «عوف بن عطية»:
«شدوا الطي على دليل دائب ... من أهل كاظمة فسيف الأبحر»، وحتى نرى «كاظمة» المدينة الحديثة في موقعها الأصلي نقول لأعضاء المجلس البلدي «شدوا الهمم حتى نرى كاظمة الأبحر»!