واقع الحال في المنظومة التعليمية «مجهول» بسبب تدخلات سياسية وحزبية تدخلت في إخفاق المسؤولين بالميدان في وضع آلية تساعد على إخراج القيادة التربوية من هذه الأزمة لغياب الخطة والقدرة الفاعلة بهذه المنظومة من تحقيق ضوء من الأمل لما بعد كورونا! واليوم، هل نحن نعيش سبات هذه المنظومة حتى 9 أغسطس التاريخ المقترح لعودة جزء من الحياة للتعليم كما أعلنت الوزارة وبالأخص للصف الثاني عشر لاستكمال العام الدراسي 2019/ 2020؟! نحن كما هذه المنظومة في انتظار الحل القادم!
بالتأكيد القيادة التربوية مستمرة في البحث عما بعد كورونا، ولكن نحن نقول بمثل هذه المنظومة التعليمية والتربوية التي جاءت الى قيادة المسيرة التعليمية بالمدارس والادارات التعليمية لا يمكن أن نجازف بمصير التعليم باتجاه الهاوية، وهناك من يقارن بين النظام الحكومي والقطاع التعليمي الخاص، فهل ستكون المنظومة التعليمية قادرة على تحقيق شيء من الامل في ظل الصمت المطبق من مديري تعليم البعض منهم لا يحمل مؤهلا تربويا ولا كان يعمل يوما من الايام داخل الفصول الدراسية، فهل نعترف بالحقيقة؟
بالطبع، اللجنة التعليمية البرلمانية لا تريد ان تتحقق من صلاحية هذه المنظومة التعليمية تربويا واداريا لأنها تعلم علم اليقين ان قيادات هذه المنظومة كيف جاءت لقيادة دفة التعليم، ونحن بالطبع نقول ان العديد من قيادات هذه المنظومة جاءوا بـ«كفالة» تجارة المناصب السياسية، وهذا هو «عش الدبابير» الذي يحمي هذه القيادات «التربوية» في المنظومة التعليمية، لهذا نحن نطالب بمحاسبة «تجار الإقامات» ونتجاهل «التجارة السياسية» التي كفلت هذه المنظومة وهيأت لها كل السبل في منظومة التعليم.
بالطبع، هذه التحليلات يجب وضعها على طاولة النقاش، ويجب على المعنيين بالشأن التربوي والتعليمي في كل مجالاته التحقق وكشف هذا «الفساد» الذي لحق بالمنظومة التعليمية التي أصبحت عاجزة عن ان تشارك برأي وأي دراسة تحليلية او عملية لمواجهة أزمة كورونا لإنقاذ التعليم ما بعد كورونا! نحن نمتلك 6 مناطق تعليمية في التعليم العام ومنظومة قيادات ربما فيها «رئيس قسم تربوي» مؤهلاته وخبراته افضل من مدير عام تعليم أو حتى اكثر من مدير عام، فهل يعقل هذا؟! أين هذه الدراسات التي أظهرتها عدة مؤتمرات تربوية في مجال التخطيط التربوي وتوصياتها؟!
أين مركز البحوث التربوية والقائمون عليه، وأين الدراسات التي زودها تربويون يعملون في الصفوف الخلفية اليوم، وهم من حملة الماجستير والدكتوراه أصبحوا على الهامش في كل المراحل التعليمية لا يستفاد من دراساتهم وخبراتهم وإمكاناتهم، أموال صرفت عليهم فأصبحوا هم وإنتاجهم العلمي مهمشين؟!
إن «مرض» المنظومة التعليمية اخطر من بعد كورونا، فأين اللقاح الذي ينقذ هذه المنظومة من مرض «الفساد» الإداري والتربوي؟! منصات التعليم اليوم تبحث عن مخرج وسبيل لانقاذ التعليم، بينما اموال هدرت سابقا على منصات تطبيقات التعليم الالكتروني ضاعت هباء منثورا!
لذلك يبقى التساؤل: اين سيكون التعليم ما بعد كورونا؟!
***
التعليم الخاص ومنصة التعليم عن بُعد.. دروس وعبر ملموسة
قام بها القطاع التعليم الخاص وشُنت الحروب عليه لتعطيل خططه، لكن التعليم الخاص واجه هذه الحرب الإعلامية والكلامية بالحقيقة والتطبيق، ونفذ منصات التعليم عن بُعد حتى لا يكون طلبته خارج التغطية التعليمية في زمن كورونا، فهل يستفيد التعليم العام من هذه التجربة والمنظومة التعليمية المتقدمة حتى يواجه ما بعد كورونا في أغسطس 2020 إذا نجحت الجهود وعادت مسيرة التعليم بعد دراسة تصحيح المسيرات في التعليم ما بعد كورونا؟!