عام 2020.. وجائحة كورونا سجلت أوجاعا في صفحات هذا الوطن وخسرنا العديد من الرواد الوطنيين الذين قدموا جهدا وطنيا عميقا في سجل هذا التاريخ الوطني، وبرحيل آخر الرواد العم إبراهيم عبدالعزيز المقهوي - رحمه الله وأحسن مثواه - صاحب مطبعة المقهوي أول مطبعة تجارية خاصة تأسست عام 1949 بجهود مجموعة من الأخيار وعلى رأسهم العم «أبوأسامة» إبراهيم المقهوي وأخوه المرحوم حمود - رحمهما الله.
عُرف عمي «بوأسامة» من خلال جمعية المعلمين لأنه من روادها الأوائل وتعاملنا معه من خلال عدة أنشطة وبمجال النشر والطباعة في العديد من المناسبات وكانت لنا جلسات نقاش تاريخية وتربوية عندما نلتقي به في ديوانية الرواد بجمعية المعلمين.
كما كنا نلتقي به وبالعم حمود - رحمهما الله - في مطبعة المقهوي بمنطقة الشرق لإنجاز هذه الأعمال الفنية الخاصة بالطباعة والإخراج.
من هنا نحن نقول إن هؤلاء الرواد العظام كانت لهم أياد بيضاء في خدمة الكويت كل في مجاله وتخصصه وموقعه، ولابد من تخليد ذكراهم وأسمائهم بإطلاقها على المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في كل المحافظات، وعلى وزارة التربية حصر أسماء هؤلاء الأخيار من الرواد الذين فقدتهم الكويت خلال هذا العام.
وهنا نقول إن تاريخ هؤلاء الوطنيين وما قدموه للوطن وسجلاتهم وعملهم هو الذي يدعونا للتأكيد على هذا التخليد الوطني لمثل هؤلاء الرجال الأخيار أمثال العم عبدالرحمن العتيقي، وجاسم المرزوق وحبيب جوهر حيات، وعبدالله جاسم العبيد، وأحمد يوسف بهبهاني، والبطل الفريق سالم سعود، والبطل الفريق راشد مبارك السيف، والزميل المرحوم فيصل القناعي، وآخرين من رواد العمل الوطني رجالا ونساء، كانت لهم بصمات خالدة في سجل صفحات العطاء لهذا الوطن بكل إخلاص حتى يكون هذا الجيل والأجيال القادمة يعرفون ويتعرفون على إنجازات هؤلاء الأخيار ودورهم الوطني بالمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والإسلامية وغيرها، نحن اليوم لا نطالب بتخليد أسماء ودور هؤلاء النخبة والرواد من وزارة التربية فحسب، بل نطالب بأن تكون هناك لجنة في مجلس الوزراء لهذا التخليد الوطني لرواد الكويت الأخيار، وأن يُؤسس متحف يخلد ذكراهم وأعمالهم بالتعاون مع المجلس الوطني ومكتبة الكويت الوطنية والجهات المعنية، فهذا من أقل ما يكون لرد الجميل لهم، فمثلما تخلدت تضحيات شهدائنا الأبرار بإطلاق موقع حديقة الشهيد تخليدا لذكراهم وصورهم نقول إن هؤلاء الرواد يستحقون هذا التخليد الوطني في أحد المواقع التاريخية والسياحية ليجسد دور وتاريخ الكويت من رواد هذا الوطن ومشاهيره الأخيار.