طالعتنا الصفحة الأولى في الزميلة «القبس» بخبر فتح ملف براءة الإعلامي «القتيل» مسافر عبدالكريم من الخيانة العظمى وأن هناك تحقيقات تجرى حاليا في النيابة العامة بشأن هذا الأمر.
ونحن في الحقيقة نتساءل عن العديد من الملفات الشائكة بعد 30 عاما من التحرير يسعى البعض لفتحها وتداولها لتحقيق مطالب او مطالبات قانونية بشأنها وفي هذا الصدد نقول ان متابعة فتح هذه الملفات الشائكة ستكون له الكثير من الشبهات.
بالطبع نحن امام أمر وقضية لاتزال بالنيابة العامة وأمام التحقيق، واحتراما للمادة الخمسين من الدستور التي تقضي بالفصل بين السلطات، نتساءل: ماذا لو طالب البعض بفتح ملفات شائكة أخرى حدثت قبل 30 عاما من التحرير مثل ملف «الحكومة الكويتية المؤقتة» وغيرها من ملفات أحداث الغزو العراقي الغاشم مثل ملفات التعاون مع المعتدين ومشاركته في جرائمه البشعة تجاه الكويت والمقاومة الكويتية والشعب الكويتي آنذاك، سجل كبــير من الملفات الشائكة المـماثلة نــحن بغنــى عن فتحها وتداولها والاختلاف في الكثير من حــيثياتها وأحداثها، فهل من المهم اليوم فتح هذه الملفات الشائكة؟ ولمصلحة من نتداول هذه المسألة؟!
اليوم نحن نحتاج الى المواقف الوطنية لرأب الصدع في العديد من القضايا والملفات الشائكة بعيدا عن فتح الجــراح في جدار الوطن، لذلك نقول ان هذا الملف لايـــزال قيد التحقيقات ولا يمكن التـــكهن بنهايته وأحكامه لذلك نتــساءل عن أسباب فتح هذا الملف المتقادم ولمصلحة من؟! هل لإشغال الرأي العام والتغطية على العديد من ملفات او أولويات أحدثها ملف جائحة كورونا في الجدار الوطني، الأمني والاقتصادي والصحي والاجتماعي كملف العمالة السائبة والمخالفة والتي لا تزال عنوانا متكدسا في الشوارع وكذلك في الأسواق تبحث عن العمل اليومي!
ناهيك عن ملف «غسيل» الأموال وتجار الإقامات وشركاتها التي تعتبر جرائم الساعة، يجب ألا يتجاهلها الشارع والإعلام والنظام سياسيا وبرلمانيا وشعبيا ويلهو بملفات براءة ساحة هذا وهؤلاء لإشغال الرأي العام والمجتمع عن قضاياه الأهم والأولى بالنقاش والتداول! أجيالنا اليوم لا يعنيها ملف براءة أو خيانة «مسافر عبدالكريم» وقصته مع الاحتلال ودوره، لأن عائلته مكرمة ومعززة لاتزال تعيش على أرض الكويت الباقية!
ولأن علاج ملفات الحاضر أهم بكثير من علاج و«نبش» ملفات شائكة تتسابق عليها وسائل التواصل الاجتماعي دون وجه حق!
وسيبقى القول ان الغطاء الاجتماعي والإعلامي لهذا الملف ينتهي عند الولاء فقط للكويت.