تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خبرا أفرح العديد من الأجيال الذين عاشوا أجواء الديموقراطية الحقة منذ نعومة أظافرهم لكن بدد النفي الرسمي هذه الفرحة وتبقى آمالنا بحمد الله مستمرة لأن التفاؤل عادة تعلمناها منذ صغرنا ونحن لانزال نرفع راية التفاؤل منذ 57 عاما وبحمد الله الراية صامدة لأن الكويت وديموقراطيتها باقية في ضميرنا وضمائر من كانوا هم أهل لهذه الفزعة الوطنية التي شاركنا فيها عام 1963 ونحن نجهل ما هي السياسة لأننا كنا بالمرحلة الابتدائية.
أيام جميلة ورائعة، وخبر تداول صورة العم احمد الخطيب أعاد إلينا الذكريات وشتات الصورة التي لن تغيب عن ذاكرتنا أيام الحملات الانتخابية الأولية في دائرة (حولي) وميدان حولي عندما كانت الكتل الانتخابية نهجا سياسيا لرسم الطريق باتجاه الديموقراطية، لذلك أتذكر ملامح من تلك الأيام وبالتأكيد هناك اخوة ورجال من جيلنا يذكرون تلك الأيام الخوالي.
رحــم الله أيام زمان بحلوها ومرها وأحداثها وتقلباتها.
لــقد تعلمنا النشاط بالحراك الشعبي وكنا نشارك ونحمل «لفافات» الدعاية الانتخابية ونسمع تفاؤل الكبار بالدستور والديموقراطية وبمجلس الأمة، ونفرح بالمستقبل الزاهي لهذا الوطن وكلنا أمل ورجاء أن تفوز تلك الكتلة التي كانت تمثل الشعب في تلك الانتخابات عام 1963 لأن المنافسة على مقاعد مجلس الأمة كانت ودية بين زعماء الراية ومنافسيهم من اجل إسعاد الكويت وأهلها وقيادتها الحكيمة التي رسمت لهم طريق النظام السياسي الدستوري بعيدا عن اطماع شخصية بالكراسي والمناصب والمال لأن الهدف كان ولايزال إسعاد الشعب الكويتي في بداية عهد النظام الدستوري الانتخابي في تلك الأيام.
بالطبع لن انسى استخدام حوائط الفرجان في طباعة اسماء الكتلة الانتخابية ولن انسى تعليق يافطات القماش الابيض على اعمدة الكهرباء الخشبية ولن انسى تثبيت يافطة على جدار وحوائط منزلنا مبرشمة بالمسامير لقد تعلمنا حياة جميلة لتحقيق الديموقراطية الحقة، وكم نحن نشتاق لتلك الأجواء الهادئة بعيدا عن جو هذه الأيام الذي أزعجتنا فيه اخبــار وسائل التواصل الاجتماعي.
نعم لم يتبق لنا اليوم شاهد على التاريخ الرائع والجميل إلا عبق العم احمد الخطيب الذي يمثل لكل كويتي سواء كان من أنصاره او من غيرهم إلا ان يتذكر من هم وراء ترسيخ دعائم الديموقراطية وسياسة النظام الدستوري الذي فرش «أبوالدستور» الراحل الكبير عبدالله السالم دربه لنا بالخير والنماء والنهضة، واليوم لا يمكن ان ننسى استشهاده بالقول المأثور «تهدى الأمور بـــأهل الرأي ما صـــلحت.. فــإن تولت فالأشرار تنـــقاد»، نعم هذا درس معبر عن كيف كنا قبل 57 عاما نحمل راية الدستور على اعناقنا ونحن صغارا ولانزال متمسكين بها، ونحن اليوم نناطح من يحاول تلويث أجواء الديموقراطية وزمن رجالها الشرفاء الذين رفعوا الراية عاليا من اجل أن تبقى الكويت ودستورها ورجالها وديموقراطيتها شامخة خفاقة الراية لا تسقط بإذن الله وحوله قوته.
نعم، نحن جيل الدستور والديموقراطية الذي تحمل رفع رايتها 57 عاما، وسنبقى على الوعد والعهد، فلن تخذلنا محاولات وسائل في خلق التباعد الاجتماعي بدلا من التواصل.
ودائما نردد.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.. اللهم آمين.