هل لدينا القدرة على قبول الاختلاف في شتى مناحي الحياة، والتعامل مع تلك الاختلافات؟!
دائما ما يتردد المثل «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، فهو متداول لدينا وقديم، لكننا لنتساءل هل نحن مؤمنون به فعلا؟!
في الحياة العملية، ما ان تبدأ الاختلافات إلا ونجدها تتحول إلى خلافات، وحروب طاحنة وتصفية حسابات لكسر عظم احدهم للآخر، دون سعي جدي للتفاهم والاحتواء والتنسيق والتعاون.
وفي الحياة السياسية، وما ان تبدأ الاختلافات، ومع غياب ثقافة الحوار، وتداول الإشاعات، يبدأ التهويل والتخوين والضرب تحت الحزام، والرابح الأكبر هم المتربصون لهذه الاختلافات ومن يقتاتون عليها، والخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن.
نعيش هذه الأيام مترقبين لنتيجة الدعوة السامية للحوار الوطني بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، متأملين ومتفائلين بالخروج بنتائج مبشرة وخير للوطن والمواطن، وعلى رأسها قضية العفو عن إخواننا المهجرين في تركيا.
وليس غريبا أن نرى الهجمات المتتالية والمحاولات المتكررة لإنهاء الحوار قبل أن يبدأ، ومحاولة إفشاله، فهناك من لا يقتات إلا على الأزمات وآلام الآخرين!
قوبلت هذه الدعوة بالرفض المبطن من البعض والهجوم على المشاركين فيها والتشكيك بنتائجها قبل أن تبدأ.
وأعتقد أن أهم ما تم في جلسات الحوار هذه هي سريتها وعدم التصريح باجتماعاتها وما توصلت إليه حتى تنتهي على خير بإذن الله. وحتى لا يتم تحميل جلسة الحوار الوطني ما لا يحتمل، إن لم تكن نتائجه مرضية وإيجابية وكما هو مأمول به، فهي خطوة إيجابية ومحاولة نحو التقدم إلى الأمام، وعلينا الاستفادة من هذه التجربة بإيجابياتها وسلبياتها في تعزيز ثقافة الحوار لحل الكثير من المشاكل والقضايا العالقة في مجتمعنا.
ولا شك أن أهم وأقوى الوسائل لإدارة الخلافات صفاء النية والرغبة الصادقة بتحقيق المصلحة العامة، وثاني تلك الوسائل الحوار والذي من خلاله يتم تقريب وجهات النظر لتحقيق افضل النتائج.
في الختام علينا أن نتقبل تلك الاختلافات وتعزيز ثقافة الحوار، والابتعاد عن ثقافة التخوين والتي لن تنتج إلا الذل والهوان والخسران للجميع.
Al_Derbass@
[email protected]