«اخرج يا محتل» جملة آمرة تضمنت كلمات ثمينة صدح بها رئيس مجلس الأمة الكويتي المهندس مرزوق الغانم ليعبر عن الغضب والاستنكار الشعبي الكويتي والعربي والإسلامي على الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والاطفال والنساء والشيوخ في فلسطين المحتلة وذلك في الجلسة الختامية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.
«اخرج يا محتل».. نحن شعب الكويت نعلم معنى هذه الكلمة، فهي تعني ان يكون هناك من يحتل ارضك، وذلك بعد التجربة المريرة التي مررنا بها ابان الغزو العراقي الغاشم والغادر.
«اخرج يا محتل».. هي مضمون الرسالة التي يوجهها كل شريف على ارض الكويت وفي الخليج والأمة العربية والعالم الإسلامي والبشرية جمعاء.
«اخرج يا محتل».. جاءت بعد هذه الكلمة برقية تقدير من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرئيس مجلس الأمة لتؤكد الموقف الرسمي للدولة بتأييدها لما جاء من موقف حازم ضد العدوان الصهيوني في زمن تتداعى فيه الدول للتطبيع مع العدوان الصهيوني.
«اخرج يا محتل».. هي مضمون الموقف الكويتي المشرف بطرد العدوان الصهيوني ورفضهم العلني لحديث ممثلهم في المؤتمر الدولي هي مواقف إسلامية تنبع من تطبيق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».
«اخرج يا محتل».. يقولها كل شريف غيور على دينه وعروبته، الا انه ومن المؤسف بل المخجل والعار بأنه وفي نفس الوقت الذي جاءت فيه الرسالة واضحة للعدوان الصهيوني بالرفض الكويتي الشعبي والرسمي للتطبيع، خرجت لنا بعض الأصوات الشاذة التي تستنكر موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي، فماذا سيكون موقفهم من الإعراب بعد مباركة صاحب السمو له.
«اخرج يا محتل».. قالها رئيس مجلس الأمة الا انها تمثل موقف الدولة الرسمي حيث اننا لا ننسى تصريح وزير الخارجية في 23 سبتمبر 2017 عندما قالها رسميا بأنه «لا سلام قبل الاعتراف بفلسطين وعاصمتها القدس»، في حين تنادي الدول الأخرى بأنها لا ترى مبررا لاستمرار النزاع العربي مع كيان الاحتلال الصهيوني»، فشتان بين المواقف.
«اخرج يا محتل».. سيأتي اليوم الذي نستبدل فيه هذه العبارة الى عبارة «اخرج يا متصهين» لنعبر بدورنا عن امتعاضنا وغضبنا لأصوات التطبيع والخذلان.
ولمن يقرأ او يسمع او يتساءل عن معنى «متصهين» فهي مشتقة من الصهيونية وهي حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين واقامة دولة عنصرية بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى.. ومصطلح صهيوني يطلق على كل من يؤيد اهداف الحركة الصهيونية حتى ان لم يكن يهودي الديانة.
فهي دعوة عبر هذه الزاوية لكل صوت حر وشريف بأن يتصدى لدعوات الصهاينة بالاستسلام والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، فنحن نقولها بصوت واحد «اخرج يا صهيوني».
فشكرا لرئيس مجلس الأمة المهندس مرزوق الغانم والوفد الكويتي على هذا الموقف المشرف، وشكرا لصاحب السمو على تأكيده على هذه المواقف التي نفتخر بها أمام الجميع باستمرار رفضنا لهذا العدوان الصهيوني المحتل.
وختاما بدأت الكتابة في هذه الزاوية قبل سنتين بمقال عنونته بـ«ماذا قدمت» والذي تطرقت فيه حول المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، وها انا أكمل عامي الثاني اليوم وأتشرف بأن أكتب حول القضية نفسها.
Al_Derbass@
[email protected]