عندما يجري أي صحافي لقاء مع شخصية مهما كان حجمها فهو يبحث من خلال التساؤلات المطروحة على عنوان «مانشيت» قوي.
فتجد الصحافي المجتهد يحرص على ابرز وافضل الاجابات لتكون عنوانا لهذا اللقاء.
وكحال أي مواطن خليجي كنت مع الذين يترقبون مباراة كرة القدم بين منتخبي قطر والبحرين في دورة كأس الخليج 23، وكيف ستكون نتيجتها، وذلك بسبب احداث وتطورات الأزمة الخليجية.
وكنت اتساءل ماذا سيحدث في هذه المباراة تحديدا بسبب حساسية الوضع الحالي؟
لقطة البطولة والعنوان المنتظر «المانشيت» كان في تلك المباراة، عندما قام المدافع القطري بعلاج المهاجم البحريني إثر الشد العضلي، وانتشرت هذه الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي انتشارا رهيبا، مع بعض الكلمات الأخوية الإيجابية، وإن دل ذلك فإنه يدل على أن الشعب الخليجي متعطش لعودة العلاقات الخليجية وحل هذه الأزمة.
هذه اللقطة رسالة بأن الكويت هي أرض الصداقة والسلام والتي تجمع ولا تفرق، ورسالة بأن الروح الرياضية والأخلاق العالية هي السمة الأساسية في البطولات الرياضية.
تلك اللقطة كانت اهم لقطات المباراة والبطولة حسب رأيي، لان الجميع كان يترقب أحداث هذه البطولة منذ بدايتها، حيث تقام في ظروف إقليمية ملتهبة وغير متزنة، كمتابعتهم للقمة الخليجية التي أقيمت في الكويت.
إلا أن الكويت بقيادة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، حفظة الله، أثبت من خلال اصراره على عقد القمة الخليجية وكأس الخليج 23 على استمرار منظومة مجلس التعاون في ظل هذه الأزمة غير العادية، واستمرار هذه المنظومة بقيادة الكويت بلد الصداقة والسلام والإنسانية.
البعض كان يراهن على نجاح هذه البطولة والتي أقيمت رغما عن الظروف السياسية الخليجية، وفي ظل محاولات البعض لتسييس هذه البطولة من خلال بعض وسائل الإعلام «المنحطة».
إلا ان الكويت بكعبها العالي استطاعت تخطي كل محاولات افشال الدورة، وارتقت من بداية الأزمة لتكون في منصة القيادة لتقوم بدورها كوسيط يدعو للسلام ولإزالة هذه الغمة دون المساس بسيادة الدول.
أرى أن دورة الخليج نجحت في إيصال رسالة البطولة «#خليجي_للأبد»، ونجحت في تنظيمها والذي جاء بشكل سريع وقصير، ونجحت في فصل الرياضة عن السياسة، ونجحت في تجميع دول مجلس التعاون على أرض الكويت، فنجاحها هذا العام يسجل في التاريخ الرياضي الخليجي.
فكل الشكر للقيادة السياسية وللجنة المنظمة لوزارة الداخلية ولجميع المؤسسات والجهات المشاركة لتنظيم هذه البطولة وأخص بالشكر جميع الشباب المتطوعين لهذه الدورة، فهم شعلة هذه البطولة، تحركاتهم وتفاعلهم ونشاطهم وقيادتهم لهذه الدورة هو الأمل بالمستقبل الباهر بإذن الله فهؤلاء شباب الكويت أوصلوا رسالة حب عنوانها «كويتي خليجي للأبد»، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الدورة بداية لحلحلة الأزمة الخليجية.
الشعب الكويتي والكويت سعداء بتواجد أشقائنا من دول مجلس التعاون الخليجي بيننا على أرض الصداقة والسلام في بلدهم الثاني، فإن لم تسعهم الأرض فعيون أهل الكويت تسعهم جميعا.
وختاما، دعوة أوجها لحكام دول الخليج لزيارة الكويت ومشاهدة التلاحم الخليجي بأبهى صوره، حيث يجتمع مواطنو دول مجلس التعاون في المطاعم والمقاهي على طاولات مشتركة معبرين عن حبهم وروحهم العالية، يدفعون فواتير بعضهم البعض وارسال بعض كلمات الحب. أوصلوا من خلالها رسالة بأن الخلافات السياسية بين الحكام لن تنطلي على الشعوب الخليجية المترابطة.
Al_Derbass@
[email protected]