من منا لم يغن أغنية «طق يا مطر طق بيتنا يديد مرزامنا حديد»؟
أتوقع أن الجميع تغنى بها، فهي أول ما كنا ننشده عندما كنا أطفالا إذا هطل المطر.
طق المطر.. وكشف عن العيوب الخفية في منشآت الدولة المختلفة، وفضح أوجه الفساد في تنفيذ المدن الإسكانية الجديدة التي كانت اكثر من تضرر.
نعم طق المطر.. وكشف المستور، والذي وجب التعامل معه بجدية وحزم لنعرف سبب الإهمال في صيانة شبكة صرف الأمطار.
طق المطر.. وكشف لنا مشكلة رداءة المشاريع والتي يجب أن نوجد لها حلا في كيفية تفادي هذا القصور مستقبلا، وعلى سبيل المثال تعديل قانون لجنة المناقصات والذي يبحث عن أقل الأسعار.
أعتقد أننا أمام خطوات مهمة يجب أن تتخذ وأولها، تشكيل لجنة طارئة لبحث موضوع تطاير الحصى وموضوع كميات ومسارات مياه الأمطار، وإعداد دراسة مستحقة ومستوفية وتعديل المواصفات بناء عليها والاستعانة بالخبراء من كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت أو من المختصين في هذا المجال.
كما أننا في أشد الحاجة إلى إدارة للتعامل مع الطوارئ والكوارث والتخطيط لها مسبقا حتى لتقود جهات الدولة المختلفة وقت التنفيذ مستقبلا.
إننا نملك مؤسسات مجتمع مدني مميزة لابد من تفعيل دورها وتشكيل فرق تطوعية من المواطنين في كل منطقة وتدريبهم على التعامل مع الأزمات.
من الأمور الإيجابية التي يجب الثناء عليها تغطية وزارة الإعلام في نقل الحدث أولا بأول بشكل متميز جدا مما أدى الى وأد الشائعات عند ولادتها.
وكذلك لابد أن نشيد بجهود العاملين المخلصين في الميدان من كل جهات الدولة، الذين واصلوا الليل بالنهار من أجل إنقاذ الوطن والمواطنين.
وأطالب بأن يتم تكريمهم على أعلى مستوى وأن تخصص لهم مكافآت استثنائية لنجاحهم في هذه الظروف الاستثنائية.
وفي الختام أتمنى توثيق ما مرت به الكويت وتسجيل كل الدروس والعبر التي استفاد منها العاملون في الميدان وتطوير هذه الخطوات حتى تكون منهجا لهم في التعامل مع نفس الأحداث في المرات القادمة.
Al_Derbass@
[email protected]