في علم النبات والزراعة توجد مواسم للحرث وأخرى لنثر البذور وأخرى لقطف الثمار ولكل منها مواقيت محددة يعرفها أهل الزراعة.
وعلى ما يبدو أن العمل السياسي أيضا له مواسم كما هو حال الزراعة.
فنحن نعيش هذه الأيام موسماً من الاستجوابات في مجلس الأمة، ففي ظهر كل استجواب تجد استجوابا آخر في الانتظار.
ستة استجوابات ساخنة خلال الفترة القادمة، استجوابان تم تقديمهما وأربعة في المطبخ النيابي، ولا شك أن هناك استجوابات جدية ومستحقة وأخرى غير ذلك.
بداية يجب أن نوضح أن الاستجواب هو حق دستوري للنائب، لا ينازعه فيه أحد، بل هو أعلى أداة رقابية يمتلكها، واجب علينا احترامها.
إلا أنه وفي الآونة الأخيرة ضعفت قيمة هذه الأداة، بل وأصبح الاستجواب كالسؤال البرلماني، وذلك يعود لعدة أمور، أولها وأهمها وهو ضعف السلطة التشريعية والرقابية، فلم يعد مجلس الأمة قويا كالسابق بسبب ضعف أداء أعضائه وهرولة بعضهم خلف مصالحهم الشخصية.
والسبب الثاني يعود إلى أن هناك الكثير من الاستجوابات قُدّم لتصفية حسابات شخصية على حساب المصلحة العامة، فلم ترق تلك المساءلات لأن تكون استجوابا مستحقا.
أما السبب الثالث فيعود إلى التسابق الفردي في تقديم الاستجوابات دون تنسيق، فتأتي الحكومة وبتكتيك بسيط فتدمج تلك الاستجوابات بجلسة واحدة، ليتيح لها القيام بعمل الـ (ديل) النيابي لوأد تلك الاستجوابات، والشواهد السابقة كشفت الكثير من تلك الممارسات، مما أدى إلى إرهاق وإضعاف هذه الأداة بشكل غير مسبوق.
لذا أدعو أعضاء السلطة التشريعية إلى العودة لجادة الصواب، وإعادة هيبة مجلس الأمة من خلال تفعيل دورهم التشريعي والرقابي الحقيقي البعيد كل البعد عن المصالح والأهواء الشخصية.
ختاما لدي يقين راسخ بأن هناك من النواب من ينتظر موسم الاستجوابات ليحصد المصالح والمعاملات الفاسدة ويتضخم رصيده.
[email protected]
@Al_Derbass