اقتصاد الترفيه في دول العالم له عدة أدوار رئيسية منها توفير وسائل الترفيه لافراد المجتمع، جذب السياح الاجانب، توفير الوظائف للاقتصاد، تحقيق الارباح للشركات والقطاع الخاص، دعم المشروعات الصغيرة في البلد، واقتصاد الترفيه والسياحة يعتمد من بلد الى بلد على حسب العادات والقيم ففي الدول الاسلامية غالبا تمنع المخالفات الشرعية ونام الآن على مستوى العالم ما يسمى بالترفيه العائلي الذي يمنع فيه أي أمور اباحية او توجه الاطفال توجها غير صحيح وبرزت في ذلك والت ديزني بانشائها المدن الترفيهية العائلية الكبيرة بمفهومها الشامل من ترفيه الى فنادق الى انشاء مدن متكاملة يمكن لجميع العائلة ان تقضي ايامها فيه، في السعودية هناك اهتمام كبير من المملكة بتوفير السياحة العائلية القيمية فانشأت الهيئة العامة للسياحة لتوفير اماكن سياحية لاهالي المملكة، في الكويت في الستينيات والسبعينيات من القرن السابق كان هناك اهتمام بهذا الجانب الا انه اختفى تماما في القرن الواحد والعشرين وأصبحت البيروقراطية الحكومية تهيمن عليه هيمنة تامة أدت فيه الى الموت والاعدام البطيء، ومما دعاني الى كتابة هذا المقال هو تصريح المشروعات السياحية بعودة قطار الموت الى المدينة الترفيهية وكان الاولى ان يكتب الموت للمدينة نفسها ويعاد بناؤها بشكل حديث، ولعل هذه مناسبة ان نعدد بعض المشاكل التي تعاني منها صناعة الترفيه في الكويت:
1 - لا توجد قناعة حكومية بأهمية هذه الصناعة والترفيه بالكويت من باب ان الكويت دولة حارة واهلها يحبون السفر وهذه بالطبع قناعة خاطئة تماما، ولأنه ثبت أن الكويت الآن بعد انشاء المجمعات التجارية اصبحت ثاني دولة لجذب ابناء الخليج لزيارتها بعد الامارات.
2 - هيمنة الحكومة على هذا القطاع: فشركة المشروعات السياحية شركة حكومية تعتمد على البيروقراطية ولا يمكن ان تطور صناعة الترفيه في الكويت بناء على هذه الادارة فصناعة الترفيه تعتمد على القطاع الخاص، الجهة الاخرى هي البلدية ببيروقراطيتها وعفنها الاداري وعدم طرح مشاريع خاصة في هذا الجانب.
3 - منع الشركات الاجنبية او عدم جذبها لفتح مشاريعها في الكويت.
4 - محاربة مشاريع الترفيه من الحكومة في القطاع الخاص فمؤخرا تمت مخاصمة مشروع السنعوسي في السالمية قضائيا وايقافه نهائيا هذا بدلا من تشجيعه واعطائه مزيدا من الاراضي للاستمرار في رسم البسمة على وجوه اطفال الكويت، ومشروع الغابة الصغيرة وغيرها من المشاريع التي كان يديرها القطاع الخاص تم ايقافها.
5 - وقف استغلال الحدائق العامة من الجمعيات التعاونية لتوفير الترفيه للاطفال والعائلات من قبل هيئة الزراعة لاسباب يمكن وصفها بالحسد والبيروقراطية العفنة.
6 - وقف تطوير الجزر بسبب خلافات بين المستثمرين والمتنفذين والبيروقراطية الحكومية.
7 - احتكار البحر فبالرغم من ان الكويت دولة بحرية على كامل مساحتها الا ان اهل الكويت محرومون من السباحة بسبب تلوث السواحل العامة بسبب القاء المجاري فيها بعد وقوف محطة تنقية مشرف وتلويث البحر والسبب الآخر احتكار بقية السواحل من قبل اهل الشاليهات الخاصة في امر يدعو للعجب كيف يمكن ان تحرم فئة نسبتها 1% بقية المجتمع من الاماكن العامة.
8 - غياب استراتيجية متكاملة في هذا الباب بالرغم من الحكومة ممثلة في وزارة الاعلام استعدت عدة جهات لبناء هذه الاستراتيجية وتم وضعها الا ان مصيرها كالعادة الى ادراج المسؤولين في هذه الجهات.
9 - تشتت امر الترفيه والسياحة بين عدة جهات حكومية وهي وزارة الاعلام ووزارة التجارة والمشروعات السياحية والبلدية واملاك الدولة وكما يقول الشاعر:
وكل يدعي وصلا بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاك
الحلول المقترحة
1 - القناعة والطموح والاخلاص بحب الكويت والرغبة في ان تتطور الكويت وقدرتها التامة على ذلك امر مهم في هذا الجانب وهو امر حقا افتقدناه في قيادات الحكومة والقيادات الادارية الحالية، فبدلا من الفرحة في قطار الموت كان المطلوب ان أفرح بأن عقدت مشاركة مع والت ديزني لعمل مدينة جديدة في الكويت.
2 - رؤية واستراتيجية واضحة تحقق عدة اهداف: توفير الترفيه العائلي في الكويت بشكل متطور، عقد الشراكات مع الشركات العالمية، فتح المجال للقطاع الخاص والمشروعات الصغيرة في هذا المجال حيث يوفر الوظائف للكويتيين، توفير دخل اخر للميزانية العامة وتنشيط الاقتصاد، توجيه الترفيه وفق عادات وقيم مجتمعنا.
3 - بناء جهة حكومية مستقلة للعناية بهذا الجانب بشرط ان يقودها قياديون أكفاء لهم القدرة على تحقيق اهدافنا وتطبيق الاستراتيجيات الموضوعة.
4 - كسر احتكار الشواطئ وبناء المدن البحرية وتوفير الشواطئ العامة.
5 - تطوير الجزر واهمها فيلكا والاسراع في هذا الباب والنظر في امكانية توفير خدمات بحرية في جزيرة بوبيان.
6 -وضع قوانين صارمة لمنع التلوث وتأهيل البيئة البحرية.
7 - توجيه الهيئة العامة للاستثمار لانشاء شركات تعمل في الكويت بالترفيه والسياحة وانشاء المدن البحرية والمدن الترفيهية بالاشتراك مع الشركات العالمية ويكون كما يقول المثل الكويتي «دهنا في مكبتنا» فالاستثمارات يجب ان توجه اولا واخيرا لبناء الكويت ولقد ثبت ان الاستثمارات المحلية هي اكثر ضمانة وربحنا من الاستثمارات الاجنبية التي هي عرضة للتقلبات الاقتصادية العالمية وتأكل العملة والتضخم.
8 - نقترح تسليم الجمعيات التعاونية ادارة الحدائق العامة وفق شروط لتوفير الترفيه في هذه الحدائق وايضا نقترح ايكال انشاء ملاعب لكرة القدم وحمامات سباحة في المناطق للجمعيات التعاونية وفق رسوم معقولة لتوفير هذه الخدمات في شتى مناطق الكويت.
والله الموفق
www.waleedalhaddad.com
drwalhaddad@