اعتزازنا بوطننا أرض الأجداد والآباء، وحب الأرض والتربة التي تضم رفاتهم وما سطروه بأحرف من نور ساطع البياض وأعمال جليلة ونبيلة يشهد التاريخ وبالتوثيق عن تلك الأعمال المشرفة وكفاح الاجداد والآباء في ظل ظروف معيشية قاسية ومعاناتهم في حقبه زمنية ماضية من شح المياه العذبة وضنك العيش دفعهم للبحث عن لقمة العيش الكريمة وما كابدوه من أعمال كالغوص والبحث عن اللؤلؤ والتجارة عبر البحر وغيرها من المهن.
وبعد اكتشاف البترول وهي المادة الإستراتيجية المهمة تقدمت الكويت وانتعشت اقتصاديا وتعليميا وصحيا واجتماعيا، ولكن الخطورة تكمن في اعتماد الكويت في ميزانيتها على مصدر اقتصادي واحد وهو البترول وهو مادة ناضبة ومعرضة للنفاذ لذا يتطلب التنويع في مصادر الدخل بتنفيذ مشاريع اقتصادية حيوية كمشروع الجزر الشمالية وطريق الحرير.
والشعب الكويتي الأصيل تظهر معادنه وقت الشدائد والمحن والأزمات حيث تمر دولتي الغالية بأزمة صحية وبائية ولكن بفضل جهود حكومة الكويت بجميع أجهزتها ومؤسساتها وقوانينها بقيادة قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وكذلك بفضل تعاون وتكاتف وإخلاص الشعب الكويتي الأصيل بجميع طوائفه ومشاركه إخواننا الوافدين استطاعت دولتي الغالية أن تحاصر الوباء بالاحترازات والإجراءات الأمنية الصحية وشهدت منظمة الصحة العالمية بنجاح حكومة الكويت بجهودها لمحاصرة الوباء وهذا فخر واعتزاز لنا جميعا.
وتعاني الكويت من تزايد أعداد الوافدين من مختلف الجنسيات والثقافات وقد ينذر بالخطر وخاصة ممن لا يوجد لديهم عمل من الوافدين عمالة سائبة ويمثلون عبئا كبيرا على خدمات حكومة الكويت في ميزانيتها ويؤدي إلى اختلال في التركيبة السكانية وهؤلاء عرضه للانحرافات السلوكية السيئة وانتهاك الانضباط السلوكي لذا وجب وضع قوانين صارمة تحدّ من تلك الظاهرة.
ونعلم أننا نعيش بين أقاليم متناحرة ملتهبة الصراع والحروب وبين دول غير مستقره أمنيا في بلاد الشام وفي اليمن وغياب العدالة الدولية وتجاهل موازينها ولاسيما الأمم المتحدة المسؤولة عن الاستقرار العالمي وكذلك التغير في مواقف وقرارات الدول الكبرى المهمة وأنظمتها من قضايا منطقة الشرق الأوسط.
ونظرا لتفاقم الأوضاع الأمنية الاقليمية وتداعيات فيروس كورونا وتذبذب أسعار البترول وهذا يتطلب الجهود لمواجهة تلك الأوضاع والتحديات وحل خلافات دول مجلس التعاون الخليجي والتنسيق المشترك والمحافظة على أمن واستقرار اقليم حوض الخليج العربي بالتعاون والتلاحم والعمل الفعال الجماعي في ظل هذه الظروف لصون أمن الخليج ومجلس التعاون الخليجي احترازا من أي مواجهات ضدها ولتكن أعمالهم تتسم بالثقة المتبادلة والمرونة والمصداقية لتكمل مسيرة مجلس التعاون الخليجي ولتكن عضوا فعالا في القضايا الإقليمية والعالمية.
اللهم احفظ بلدي الغالي الكويت وسائر بلاد العالم من شرور الآفات والأوبئة والأمراض وأن تجلو تلك الغمة بزوال الوباء وأن ترسو سفينتنا إلى بر الأمن والأمان بقيادة ربان السفينة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.
علينا أن نصون أرض الأجداد والآباء بالعمل بكل جد وإخلاص وأن نضع مصلحة بلدنا الغالي الكويت فوق أي اعتبار حتى نرتقي سلم المجد والعلا.
[email protected]