قصة حقيقية لرجل في إحدى دول الخليج. وهو في عمر السادسة عشرة اندلع خلاف بسيط بينه وبين احد جيرانه وشد الخلاف بينهما فدخل منزله وأخذ سكينا فقط ليخوفه بها.. وإذ به يقتله بالغلط.. وكان وقتها صغيرا ولم يوقن جرم فعلته صغيرة كانت أم كبيرة.. فلبث في السجن قرابة السنوات الاربع، وحتى قبل قصاصه بيومين أعتق رقبته من أهل الدم، تردى حال أهله بأكملها.. باعوا بيتهم وسكنوا في إيجار وكان له ٥ أشقاء فكانوا يستخدمون ٣ سيارات لخمستهم.. فقدت أمه بصرها وأصبحت شبه مقعدة.. تغسل كليتها ٣ مرات في الأسبوع..
وهو في السجن مات والده.. ولكن العجيب أن هذا الرجل أصر على أن يكمل دراسته وهو في السجن رغم أنه كان يعلم أنه ميت لا محالة.. والبعض ممن حوله كان يقول له: تدرس ليش وأنت ميت؟ إذا تنازل عنك ادرس بعدين.. ولكن لم يلق بكلامهم بالا.. درس وكان يطلع من الأوائل في كثير من الأحيان.. أصبح فيما بعد أستاذا في كلية.
وشغل كثيرا من العضويات فأصبح رئيس وحدة الجودة في إحدى الكليات ومستشارا لذوي الإعاقة الصم وضعاف السمع وعضوا بلجنة عليا لذوي الإعاقة في إحدى الجامعات ومستشارا تربويا في اكثر من جهة خارجية.
من قصة هذا الرجل تعلمت ثلاثة أشياء: الأول، أن تحسن ظنك بالله ولو أغلقت في وجهك جميع الأبواب.. فهو كان محكوما بالقصاص ولكن أحسن ظنه بالله وكان يقول كنت أرى السراب ماء من ثقتي بالله.. في الحديث القدسي، «أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء».
الثاني: أن تجعل الأزمات قوة لك ودافعا لك للأمام بأن تنجح ولا تلقي اللوم على الظروف والمجتمع.. فهذا فشل منك لا من غيرك.. لو أردت وعزمت لنجحت.. وتتوب لو أذنبت وتبدأ صحفة جديدة مع الله ليعينك على كل أمور حياتك..
الثالث: ألا تتسرع في الغضب وتتمهل وان غضبت فانصرف عن مكانك الذي أنت فيه واستعذ بالله من الشيطان وتوضأ وتذكر أن حياتك ممكن تخسرها بأكملها بسبب لحظات، قال سبحانه: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم).
وتذكر حديث النبي «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» وقد أوصى النبي رجلا ثلاث مرات فقال له:« لا تغضب»!
فكم من واحد في لحظة غضب خسر حياته بأكملها!
[email protected]
Y_alotaibii