في يوم من الأيام رأيت أحد أصحابي في أحد المجمعات التجارية، فصافحني بحرارة وسألني عن أحوالي وسألته عن أحواله..
تبادلنا الحديث والمزاح وافترقنا، وبعد أسابيع أتاني خبر وفاته، لم يكن يشتكي من أي شي وسلمنا لقدر الله إذا أتى، فترحمت عليه ودعوت له بالمغفرة.
وفي المساء خرجت مع أحد أصدقائي فصادفنا أحد من كان يعرفهم المتوفى، رحمه الله، فسألته عن أحوال المغفور لهه معهم فقال: الجميع يعلم ما كان يفعله هذا الرجل!
وتوارى عن الأنظار كما يتوارى الشيطان عندما نستعيذ بالله منه، وعلمت حينها أن صاحبي توفي إثر تعاطي المخدرات.
حزنت كثيرا، وضاق صدري وتألمت لما كان عليه، فكم من شاب وفتاة في مقتبل العمر نفقدهما على هذه الشاكلة، واسترجعت وحمدت الله وسألت الله ان يثبتنا على طاعته ويختم لنا بخير وان يبعد عني رفاق السوء، عند أول مصيبة يتخلون عني.. وعند وفاتي يبحثون عن بديل ولا يترحمون عليّ!
لم أكتب هذا المقال كي أفتح جروحا، ولكن لكي نتعلم مما مررت به من حزني لفقد صديق..
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر»، والمفتر كل شراب يورث الفتور أي ضعف الجفون ومنها الحشيش والمخدرات لأن تكون وحيدا خير لك من صاحب يضيع حياتك (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً).. وان أحبس نفسي في البيت وأنام قرير العين خير من التسكع وضياع الأوقات على الملهيات والبحث عن الشهوات الموبوءة في الشقق والفيلات بهدف التسلية ونسيان الهموم، فقد قال تعالى (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون)، يتوهم المتعاطي ان نشوة السكر والمخدر تنسيهم المشاكل التي تواجههم، وأقول ان المشاكل جزء من الدنيا لا تحل إلا باللجوء إلى الله والصبر والمواجهة والتخطيط والإرادة والاستشارة، إن مراقبة الله وتربية الوالدين او أحدهما وبيئة المساجد والرفقة الصالحة خير من يربي شبابنا ويجب علينا إشغال وقت الفراغ بالطاعة وقراءة القرآن والهوايات المفيدة مثل المطالعة والرياضة والمشاريع الصغيرة وحضور مجالس الدروس الدينية او صلة الأرحام وإجلال الكبير ومؤانسته واللعب مع الصغير ومحادثته او الديوانيات التي تفيدك بالدنيا والآخرة، واجعل من حولك أناسا يجعلون حياتك أكثر نجاحا وقربة لك لله..
ولا تجعل علاقاتك مجرد تسلية والسلام!
لم تبخل القيادة العليا بداية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، وسمو ولي عهده الشيخ نواف الأحمد وكذلك الحكومة في علاج هذه الظواهر السلبية، حيث تم إطلاق حملات توعوية عن الخمر والمخدرات وخصوصا في المدارس والكليات والمجمعات، لكن أطلب من الدولة المزيد من الحزم لمنع دخول الممنوعات في المنافذ وعند ثبوت تهمة الاتجار.
كما يتم تكثيف التفتيش في المدارس والجامعات ورصد المتلبسين حتى لو تطلب الأمر زراعة المباحث بين طلاب المدارس والجامعة.. لأن المستهدفين هم الشباب والفتيات وهم ثروة المجتمع، وعلى كل من يعرف حالة يبلغ عنها حتى ولو كان ابنا غاليا قبل أن يفقده، او مكانا مشبوها، لما رفع إلى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله مجموعة يشربون الخمر، قيل له «ان فيهم فلانا وهو صائم، قال: به فابدؤوا».
اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
[email protected]
Y_alotaibii