مازال الكثير من الأشخاص يعيشون هوس نظرية المؤامرة، وان التطعيم خدعة قام بها الغرب من اجل جني الأموال وتغير الكثير من السياسات وغيره من الكلام الفارغ، كل هذه الحجج الواهية التي يرددها البعض هم أنفسهم لا يصدقونها ولكنهم يتحججون بها أمام الآخرين بسبب خوفهم وترددهم من التطعيم، وربما هذا الكلام نستطيع ان نستمع له في بدايات حملة التطعيم قبل سبعة أشهر في جميع دول العالم وما صاحبها تلك الفترة من أحداث ومغالطات وتشويهات وشائعات، أما الآن وبعد مرور كل هذه الفترة وتطعيم مئات الملايين من البشر في مختلف دول العالم ونزول أعداد الإصابات والوفيات خصوصا عندنا في الكويت بعد إقبال الناس على التطعيم بشكل كبير ومكثف بعد أن توسعت وزارة الصحة مشكورة في زيادة أعداد مراكز التطعيم، فما الذي يجعل هؤلاء المعارضين لفكرة التطعيم مترددين وخائفين ومازالوا يغردون خارج السرب.
إن امتناع البعض عن التطعيم ونقل الشائعات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تسبب في أذية الآخرين بل تسبب في وفاة الكثير منهم، فكم من القصص الحقيقية والواقعية التي سمعناها من الأطباء ومن الكثير من حولنا لأفراد تسببوا في وفاة آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأصدقائهم بسبب ترهيبهم ومنعهم من أخذ اللقاح، واليوم يعضون أصابع الندم والحسرة.
الحكومة ممثلة في وزارة الصحة لم تجبر أحدا على التطعيم ولكنها منذ بداية الحملة وهي تخاطب وتناشد الجميع من خلال وسائل الإعلام المختلفة أخذ التطعيم وعدم الاكتراث بالأحاديث المغلوطة، اليوم المسؤولية كبيرة على الكبار وأولياء الأمور خاصة فهم المسؤولون أمام الله عن أبنائهم، فمن يمنع أبناءه من التطعيم بحجة خوفه عليهم فهو بالعكس بفعله هذا يتسبب في مضرتهم وزيادة أوجاعهم، اليوم الصورة أصبحت واضحة وجلية، العالم بأسره بعد تلقي شعوبه التطعيم تنفس الصعداء بعدما يقارب السنتين من الخوف والهلع والدمار الذي أصاب البشر.
إن عدم تلقي التطعيم من البعض يعبر عن أنانية وعن عدم اهتمامهم بمن حولهم واستهتارهم بأرواح الناس، إنني أستغرب من بعض ممن لم يأخذ التطعيم وربما لا يرتدي الكمام في كثير من الأماكن ويجالس الناس ويتباهى بعدم أخذ التطعيم، ماذا نسمى هذا التصرف وهذا السلوك؟.
يجب أن يعرف بعض المترددين والخائفين أن كثيرا من الدول شعوبها تموت، لأنهم لم يستطيعوا توفير اللقاح لهم لقلة إمكانياتهم المالية، ونحن ولله الحمد في الكويت لم تقصر حكومتنا في شيء ولم تفرق بين مواطن ومقيم ووفرت اللقاح للجميع بالمجان، وهذه نعمة يجب أن نشكر الله عليها، ونشكره أولا وأخير جلت قدرته الذي أهدى العلماء لاكتشاف الدواء والعلاج الواقي من هذا الوباء، ما نتمناه أن يقدم المترددون على التطعيم وان يساهموا في القضاء على هذا المرض بأسرع وقت ممكن، وان ينقذوا بلدهم وأهلهم من المخاطر، أما بقاؤهم على هذه الحال فسيجعلهم منبوذين في المجتمع وصورتهم مهزوزة أمام الآخرين وخاصة أهلهم وأبناءهم وسيتحملون في الدنيا والآخرة عاقبة ما سيحدث لكل شخص قريب كان أم بعيد تسببوا في وفاته أو إيذائه.
[email protected]