فساد.. فساد..فساد.. كلمة تتردد على مسامعنا طوال الوقت في الصباح والمساء، نسمعها في العمل والشارع ووسائل التواصل الاجتماعي من الكبار والصغار، مصطلح مطاط متشعب وواسع.. إذن ما العمل؟ ما الذي نفعله؟ ما المطلوب منا كأشخاص عاديين؟ هل نستطيع فعل شيء؟ بالطبع لا يعني نسمع ونتكلم ونحتج ونتضايق.. لا، وربما أيضا نخطط ونقدم الاقتراحات للقضاء على ذلك الفساد الذي يتحدثون عنه وأنه تغلغل في كل مكان بالاقتصاد والسياسة والإدارة والإسكان و التعليم وفي كل اتجاه ومنحى، الحكومات المتعاقبة تحدثت عنه وناقشته وأنشأت هيئات متخصصة لمكافحته ومع ذلك هذا الفساد يزيد ويكبر ويتطور ويتسع، مجلس الأمة يتهم الحكومة والناس تتهم مجلس الأمة نفسه بأنه هو من تسبب في الفساد والحكومة ترجع وتدعي أنها أنجزت الكثير في هذا الملف ويبقى الفساد ثابتا لا تهزه ريح، والطامة الكبرى أن الفاسدين أنفسهم مجهولون وغير معروفين، وهذه القضية بالطبع ليست وليدة اللحظة، بل مضت عليها سنوات طويلة جدا وتحتاج إلى حدوث أمر كبير وجلل حتى يمكن اختراقها أو نبش أعشاشها.
يقول المثل القديم: «رب ضارة نافعة»، حدثت أزمة كورونا المفاجئة التي نعيشها حاليا ومن خلالها انكشف المستور وظهرت أولى قضايا الفساد وأقدمها على الإطلاق، وهي تجارة البشر أو ما يسمى بتجار الإقامات الذين تسببوا في خراب التركيبة السكانية والمنظومة الأمنية والصحية والمرورية بسبب الأعداد الكبيرة من العمالة السائبة والبائسة والهامشية غير المتعلمة الذين يتم جلبهم للبلاد مقابل عشرات الملايين وتركهم يسرحون ويمرحون بالشوارع من غير عمل أو دخل مالي.
هذا الملف اليوم انفتح من قبل وزير الداخلية الرجل الشجاع والمجتهد، وبالفعل قام بتحويل الكثيرين إلى النيابة العامة.
ولا شك أن العجلة دارت ولن تقف بمختلف قضايا الفساد، ستفتح ملفاتها بغض النظر عن أصحابها ومكانتهم أو قوة نفوذهم، سينقشع عنا هذا الوباء عن قريب وستنقشع معه كل الأوبئة والأمراض التي عانى منها المجتمع زمنا طويلا، وستعود الكويت أجمل وأجمل مثلما عهدناها دائما بإذن الله.
[email protected]