كل إنسان في هذا الكون الفسيح له الحق بأن يفتخر بالبلد الذي ينتمي إليه، سواء كانت نشأته فيه أو كان بعيدا عنه، لكننا نحن ككويتيين لا نفتخر فقط، بل نعتز ونتباهى بوطننا، هذا ليس تحيزا وتكبرا على أحد لكنها حقيقة شهد بها جميع من عاش على هذه الأرض الطيبة قبل شهادة أهلها الأصليين.
الكويت أم الجميع وأم العرب والمسلمين، يعيش على أرضها أكثر من 120جنسية لو أنهم لم يجدوا راحتهم وأمانهم واستقرارهم لما عاشوا سنوات طويلة إلى درجة أن الكثير منهم مضى على وجودهم ربع ونصف قرن وهم داخل الكويت لم يغادروها ولو مرة واحدة، وهذا اكبر دليل على أنه لا يوجد عندنا اضطهاد أو تفرقة، الجميع سواسية في الأمور الإنسانية والحقوق والواجبات، ربما بعض الأحيان تظهر علينا بعض الأصوات الشاذة من الحاسدين ومن الجاحدين للخير لكن الناس واعية ومدركة لكل ما يدور ويعرفون الحق من الباطل ويظهر معدنها الحقيقي وقت الأزمات، منهم من يتغير ومنهم من يبقى ثابتا على مبادئه وأخلاقه وما تربى عليه.
الكويت وخصوصا وقت المحن والمصاعب نجدها تتجلى وتبهر العالم بقوتها وثباتها وتظهر عزيمة شعبها وصلابته، والتجارب والصعاب التي مرت على وطننا كثيرة يطول الشرح فيها وآخرها تلك الأزمة التي نعيشها ويعيشها العالم اجمع التي رأينا من خلالها تنافس شبابنا رجالا ونساء على التسابق بالتطوع بالصفوف الأولى ومواجهة الأخطار دون خوف وتردد أو كلل وملل، وجاء اليوم الذي تتنافس فيه الدول قاطبة لإنقاذ شعوبها من هذا الفيروس الخبيث، وجاء اليوم الذي يرى فيه كل شعب مدى قوة حكومته ومدى حرصها على مواطنيها، وشاهدنا الكثير من الدول التي فشلت فشلا ذريعا في مواجهة الكارثة، ومنها دول وإمبراطوريات عظمى خسرت الآلاف المؤلفة من البشر وعجزت عن إنقاذهم وسقطت سقوطا مروعا، وأخيرا وليس آخرا جاء اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى حاكمه وحكومته ماذا ستفعل في هذا الظرف العصيب، ونحن في الكويت قبل أن ننظر إلى حاكمنا وقائدنا سبقنا هو بالنظر إلينا، فسموه صباح المجد وصباح العز أطال الله في عمره أدار الأزمة بكل اقتدار وأثبت للجميع بعد نظرته الثاقبة وحكمته وعزيمته واتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على الوطن والمواطنين والمقيمين وسخر كل إمكانات الدولة لمواجهة هذا الوباء، ولم يهدأ له بال إلا بعد أن أمر سموه بإعادة كل المواطنين بالخارج للعمل على رعايتهم والمحافظة على صحتهم وإبعادهم عن المخاطر التي اجتاحت معظم البلدان، فهل مازال هناك من يرى أن الكويت مثلها مثل أي بلد آخر؟ الكويت ليست مجرد بلد، الكويت هي الأرض والانتماء والأم والوطن الكبير الذي احتضننا والذي يعيش في قلوبنا وعقولنا ويحق لنا أن نقول للعالم وبصوت مرتفع «الكويت غير... الكويت غير...الكويت غير».
[email protected]