وباء كورونا الذي اجتاح العالم جاء بدون استئذان وهو يحمل معه العداء والعدوى، هل كانت زيارته للبشر رغبة منه أم من الآخرين؟ لماذا يدخل على الناس بخفاء دون تبيان للهيئة أو الصورة الجلية التي تقدمه لمن نزل ضيفا عليهم؟ كل هذه الأمور لم يكتشفها العلماء إلى الآن وربما حتى بالمستقبل.
اليوم جميع المختبرات والمعامل تتنافس على من يكتشف الدواء أولا وبالفعل ظهرت بعض العلاجات على استحياء وتمت تجربتها على بعض المتطوعين وأخرى جربت على بعض الحيوانات وجد علماء أنها أحدثت نوعا من التغير، وهناك بعض الحالات الخفيفة تحسنت قليلا ولكن يبقى العلاج السريري الناجع أو اللقاح الواقي من المرض وانتقال العدوى في علم الغيب.
الآراء والتوقعات تختلف من شخص لآخر منهم المتفائل الذي يدعو لتقبل الأوضاع بصدر رحب وأن هذا الوباء مرض عادي حاله حال الأمراض الأخرى، ولا يوجد داع لكل هذا الخوف والهلع، وبالمقابل تجد تصريحات متشائمة بأن المرض خطير وأنه لن يوجد علاج له خلال فترة قصيرة وانه ربما تكون هناك موجة أخرى، والمشكلة إذا كان يصدر مثل هذا الكلام من بعض الأطباء المختصين.
تتعدد أفكار الناس وتختلف باختلاف ثقافاتهم ودياناتهم ومعتقداتهم منهم من يرى بأنه وباء، وآخرون يرونه مؤامرة من بعض الدول ومنهم من يراه ابتلاء من رب العالمين للبشر على بعض التصرفات، وان هذا المرض جاء لكي يتعظ الناس منه ويعملون على تغيير عاداتهم ويصلحون أخطاءهم.
القياس وارد والتحليل والاستنتاج كلها أمور مشروعة، لكن الإنسان العاقل هو من يدرك الأمور ويحسن التصرف طالما أن الكرة في ملعبه وهو بالطبع خصيم نفسه.
كل الدراسات تؤكد أن كل من يلتزم بالإجراءات والتعليمات من تباعد اجتماعي وجسدي والبقاء بالمنزل وعدم الخروج إلا للضرورة مع أخذ كافة الاحتياطات سيحمي نفسه ومن حوله بحول الله وبقوته من المرض.
ويتبقى أن نقول إننا ولله الحمد مؤمنون بالله، وانه سبحانه وتعالى لا يأتي إلا بالخير والكويت أهلها أهل خير والأوضاع لا تدعو للقلق طالما أننا نعيش بأمن وأمان وكل شيء وفرته الحكومة، نحتاج فقط إلى الصبر والالتزام بالتعليمات وزمننا ليس باكيا مثلما يصوره البعض بل سيحمل معه الفرج والفرح والابتسامة بالقريب العاجل بإذن الله.
[email protected]