بعد رحيل أميرنا ووالدنا المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وعملا بالدستور ومواده التي نظمت انتقال السلطة السلس، تولى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، الإمارة وبايعه الشعب وعاهدوه على السمع والطاعة.
وســـمو الأمــير الشيخ نواف الأحمد منذ أن عـــمل بالشأن العام على مدى سنوات طوال وأهل الكويـــت يكنون لسموه كل المحبة والتقدير، وذلك لما عرف عن سموه من تواضع وخلق رفيع وحب للكويت وأهلها، فقد نهل سموه من مدارس الحكمة والحنكة حيث كان ملازما لأمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، وبعدها كان سموه وليا للعهد وعضدا لأمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، غفر الله له.
اتسم صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحـــمد، حفظه الله ورعاه، بالوفاء والحب والاحترام والتقدير لإخوانه الحكام الذين سبقوه ووثقوا به، وسموه، لاشك، أهل للثقة وسيكمل مسيرة الخـــير بكل اقتدار، فالمسؤولية اليـــوم كبيرة على عاتق سموه، فمجريات الأحداث الدولية والإقليمية، وما تتطلبه من متابعة حثيثة وتنسيق المواقف بين الدول الصديقة والشقيقة وإكمال المشوار والأدوار التي قام بها سمو الأمير الراحل وجولاته حول العالم في المؤتمرات والاجتماعات التي جعلت للكويت اسما بارزا وشأنا عاليا، علاوة على أوضاع شأننا الداخلي وإصلاح الاقتصاد والحالة المالية للدولة وكيفية رسم السياسات التي من شأنها العبور بوطننا إلى بر الأمان.
بقدر حزننا على أميرنا وقائدنا الذي رحل عنا وعاد جثمانه الطـــاهر ليحتضنه تراب الوطن، إلا أننـــا ككويتيين واثقون كل الثقة ومطمئنون بأننا سنكون في أيد أمينة وحانية على الشعب وقيادة حكيمة ستدفع في عملية البناء والنماء وتعمل على ازدهار الكويت وتقدمها واستقرارها.
وستـــبقى بلادنـــا الحبيبة جوهرة الخليج، علـــمها خفاق بين الأمم وشراعـــها ثابت وصامد في وجه الرياح العاتية، مادامت سفينة الخــير يقودها ربان ماهر واجه الكثير من الأمواج المتلاطمة واستطاع عبورها.
فنــحن في هذه المناسبة واليوم الـــتاريخــي لا يسعنا إلا أن نبايـــعكم ونهنئكم يا صاحب السمو بتولي الإمارة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمد في عمركم ويمتعكم بالصحة والعافية ويعينكم على حمل الأمانة الغالية.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
[email protected]