- تحذيرات للعونيين: الشارع مباح لكن لا تساهل مع هزّ الاستقرار
بيروت ـ عمر حبنجر
رفع لبنان صوته في نيويورك بلسان رئيس حكومته تمام سلام: نريد انتخاب رئيس يعيد للجمهورية ما فقدت من حضور دولي وهيبة محلية.
ويبدو ان هذه الدعوة الصارخة لقيت اصداء متجاوبة على الصعيدين الروسي والفرنسي، فيما القصد ايصالها الى اسماع دول اخرى تلعب دورا مباشرا في تكبيل الحياة السياسية في لبنان على مختلف مستوياتها، وهذا ما لا يبدو انه حصل.
وعن لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال سلام انه يأتي في اطار التواصل مع كل القيادات الموجودة في نيويورك، وكانت فرصة اكد فيها الوزير الروسي اهمية تمتين المسار اللبناني والاتجاه الى انتخاب رئيس للجمهورية، وان بلاده لن توفر جهدا لمساعدة اللبنانيين، واشار الى ان موضوع الرئاسة اللبنانية اصبح محل اهتمام كل القادة.
وردا على سؤال، قال: ان البنك الدولي سيقدم قروضا ميسرة لدعم الدول المضيفة للنازحين.
وبعد ان وجه سلام الصرخة في اكبر محفل دولي، يعود الى بيروت ليواجه الوضع الحكومي المأزوم.
وعن الموضوع الداخلي وامكان عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، اوضح سلام في نيويورك ان الوضع الداخلي اللبناني نتحدث فيه في لبنان.
وفي معلومات لـ «الأنباء» من مصادر متابعة لهذه المسألة ان الرئيس سلام يرى الدعوة الى اجتماع مجلس الوزراء، ولو على مستوى التشاور ودون قرارات في غياب وزراء التكتل العوني وحلفائه الذين قاطعوا الجلسة الماضية، حتى لا يسجل عليه، في حال عدم الدعوة، المساهمة في تعطيل مجلس الوزراء، بما يصب في خانة المعطلين.
وفي المعلومات الخاصة بـ «الأنباء» ايضا ان الرئيس نبيه بري يفضل تعليق جلسات مجلس الوزراء الآن اسوة بهيئة الحوار الوطني وخشية ازدياد عدد الوزراء المقاطعين في ظل اصرار العماد ميشال عون على المقاطعة.
على ان الاوساط الحكومية في بيروت تعيش اجواء توحي بأن الجلسة الوزارية ستعقد وان مسألة تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي باتت من تحصيل الحاصل.
وبينما سعى الرئيس تمام سلام في الامم المتحدة الى الحصول على دعم مادي ومعنوي للتخفيف من اعباء النزوح السوري الى لبنان، تتبادل القوى السياسية في الداخل التراشق بالرسائل الرئاسية ضمن اطار تضييق الحصار على العماد ميشال عون.
رئيس مجلس النواب نبيه بري بعث الى الفريق العوني المتحفز للتصعيد السياسي في الشارع يقول انه ضد الصخب والضوضاء، وهو كان ارسل له فيما مضى من الايام انه ان اراد تحريك شارعه فغيره لديه شارع قادر على التحرك ايضا.
تيار المستقبل ارسل على العنوان نفسه يقول جازما انه على تأييده المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، فيما ارسل حزب الله الى العماد عون معلنا تمسكه بدعمه للرئاسة، وانه مرشحه الاوحد، ولن يكون رئيسا للجمهورية سواه، لكنه ينصحه بعدم الاحتكام الى الشارع.
الى جانب هذه الرسائل السياسية المتبادلة، تلقت قيادة التيار الوطني الحر رسائل امنية رسمية صريحة وواضحة ومؤداها ـ وفق معلومات «الأنباء» ـ ان التظاهر او النزول الى الشارع تعبيرا عن الرأي يحميه الدستور الا في حال الاخلال بالاستقرار الامني، حينئذ سيكون على الجيش والقوى الامنية التدخل حماية للاستقرار المعتبر بمنزلة خط احمر.
وتقول مصادر المعلومات لـ «الأنباء»: انه تم وضع قيادة التيار في اجواء الحذر الرسمي من الطوابير الخامسة، وان على منظمي الحركة في الشارع ان يتحملوا مسؤولية اي خلل.
النائب مروان حمادة قال لقناة «المستقبل»: الشارع لن يحل مشكلة عون الرئاسية، ونحن النواب لن نصوت لاحد تحت ضغط الشارع، ولن يسمح لاحد بجر الشارع الى الصراع، وسبق للبطريرك نصرالله صفير ان عطل توجه جماهير 14 آذار الى بعبدا يوم كان عون فيه، والآن مادام حزب الله على تورطه في سورية والعراق فلن يجد غطاء لمرشحه الرئاسي، مرشح مرتبط بحزب الله لن يصبح رئيسا للبنان.
واضاف حمادة: مشكلة عون في حزب الله وصهره (جبران باسيل) وفي طروحات الصهر «المجفّلة» للمسلمين وحتى المسيحيين، طروحات الانعزال والميثاقية العدوانية، كما المشكلة في تفاهم عون مع سلاح حزب الله ومع تدخله في سورية، ومع تعطيل الحكومة وقبلها مجلس النواب، فالحزب يلعب بقيادة التيار الحر، ويحاول اللعب بقاعدة تيار المستقبل، وانا انصح هاتين القيادتين بالخروج من هذا الوهم، قد يكون هناك رئيس يصوت له حزب الله، لكن لن يكون رئيسا من هو مرشح حزب الله، وسعد الحريري وضع دم والده وكل امواله في هذه المعركة.
من جهته، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل اعلن ان حزبه لن ينتخب للرئاسة من لا يشاركه مفهوم السيادة الوطنية، وسأل: هل رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع يتقبل المنطق الاملائي لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد؟
وفي حديث لقناة «ال.بي.سي»، رأى ان ما يحتاجه لبنان هو جبهة لبنانية جديدة تضم شخصيات واحزابا مستقلة ومجمعة على مشروع واضح لمستقبل لبنان، ودعا العماد عون الى العودة لما كان عليه عام 2005، فنحن نرفض دعم مرشح يحمل مشروع 8 آذار، واصفا سعد الحريري برمز الاعتدال في المنطقة.
جوابا على كل هذا، قال التيار الوطني الحر عبر قناة «او.تي.في»: بعد اليوم قد نكون امام مدخل الى ملعب آخر، او الى وعد آخر، او الى وهم آخر، لكن المسألة كلها تظل في اطار الشك والشائعة والاساءة.