- مصدر مصرفي لـ «الأنباء»: حذرنا من كارثة اقتصادية ما لم تتشكل الحكومة قبل 15 يوليو
بيروت ـ عمر حبنجر
خلال ندوة حول المدارس المهنية في لبنان، توجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى وزير التربية مروان حمادة قائلا: معالي الوزير، سجل لي اسمي بمدرسة مهنية حتى اذا لم يمش حال الحكومة نشتغل فيها.
هذه الدعابة التي صفق لها الحضور عبرت عمليا عن الواقع الذي يواجه الحريري في تشكيل الحكومة مرفقا باعترافه في ان ولادة الحكومة تحتاج الى المزيد من الوقت!
يبدو أن الرئيس المكلف فقد القدرة على ضخ المزيد من الامل المصطنع بقرب تشكيل الحكومة، وبات محكوما بوضع النقاط على الحروف منذ عرض مسودته الحكومية الثانية على الرئيس ميشال عون في بعبدا، الذي استقبلها بصمت رافض كسر حدته بوعد الجواب لاحقا، ولا جواب حتى اليوم.
وزاد الطين بلة بالنسبة للرئيس المكلف انه قدم حتى الآن مسودتين للحكومة العتيدة، كان مصيرهما عدم الموافقة من بعبدا، وقد حاول الرئيس عون التخفيف من وطأة موقفه على الرئيس المكلف عبر تكليف وزير الخارجية جبران باسيل بالذهاب اليه وتوضيح الامر، لكن الحريري اعتبر ان اللقاء بات لزوم ما لا يلزم طالما انه لن يأتي بموافقة الرئيس عون على التشكيلة المطروحة، ثم كان لقاؤه المطول في بيت الوسط مع رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع.
واكثر ما اثار انتباه الحريري قول الرئيس عون له في لقاء يوم الجمعة الاخير ان مهلة تأليف الحكومة ليست مفتوحة، بمعنى ان عليه الاسراع لأن اطالة امد التأليف لن يتقبلها الرئيس.
الحريري دافع عن حق القوات اللبنانية التي كان لها 4 وزراء ونيابة رئاسة الحكومة يوم كانت كتلتها 8 نواب ويستكثر عليها ذلك اليوم بعدما اصبحت كتلتها 15 نائبا، كما دافع عن حق وليد جنبلاط الذي حصل على 7 مقاعد نيابية من اصل 8 حصر المقاعد الوزارية الثلاثة بكتلته.
وليد جنبلاط حسم امره، إما ثلاثة وزراء من كتلته وإما لا مشاركة في الحكومة.
اما سمير جعجع فقد تلقى عرضا من الحريري بأربع حقائب وزارية بينها وزارة اساسية ووزارة عادية ووزارة دولة من دون نيابة رئاسة الحكومة، فرد د.جعجع مطالبا الحريري بكف يد الوزير جبران باسيل عن عملية التأليف وبعدها نتكلم.
الراهن ان البعض يحاول الضغط على الحريري من خلال إثارة ما يوصف بعقدة التمثيل السني في الحكومة للخارجين عن نطاق تيار المستقبل وعددهم 10 نواب معظمهم مرتبط بحزب الله والثنائية الشيعية، احد هؤلاء عبدالرحيم مراد طالب بتمثيل هذه المجموعة بوزيرين من اصل الوزراء السنة الستة وبتحويل لبنان الى دائرة انتخابية واحدة كما طالب بذكر المقاومة في البيان الوزاري للحكومة.
لكن مصادر قريبة من تيار المستقبل قالت امس ان الدستور اناط برئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية، ولم يقل انه موظف عند رئيس الجمهورية، ولا احد يستطيع اجباره على الاعتذار عن التشكيل او ان يحدد له مهلة لذلك، لأن افق التأليف مفتوح.
وما يشكو منه الجميع شكا منه ايضا التيار الوطني الحر الذي رأى ان تفاهم معراب بين التيار والقوات يرمي الى الالتفاف حول العهد، وليس على العهد، من خلال الحصول على المكاسب في المقاعد الوزارية ثم استخدامها مطية للتصويب عليه!
واشارت مصادر التيار الى ما وصفته بـ «نفخ الاحجام» عند القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وربما آخرون، حيث لا معايير واضحة ولا قواعد مطبقة ولا عدالة محترمة، ومع ذلك يحدثونك عن حكومة ومواعيد!
ووسط هذه المعمعة، استقل رئيس مجلس النواب نبيه بري طائرة «راحة البال» وغادر الى جنوب ايطاليا في اجازة سنوية يعطيها لنفسه.
وقبل المغادرة، قال بري: امضيت يوم الاثنين بلا منغصات.
الرئيس بري وردا على سؤال حول مكمن العقدة المعرقلة لتشكيل الحكومة، اجاب: ليست عندنا، انما هي في عهدة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، لأنهما لم يتوافقا على الاحجام، ولا اعلم ان كانت هناك اسباب اخرى طارئة استجدت على حافة التأليف.
وفي سياق متصل، ارسلت كندا الى من يعنيهم الامر في لبنان انها ستوقف برنامج الدعم والمساعدة الحكومية للوزارات التي يتولاها حزب الله، بحسب صحيفة «الجمهورية».
والاكثر اثارة للاهتمام ما ابلغته مصادر مصرفية لبنانية لـ «الأنباء» أمس من أن مصارف لبنان أبلغت الجهات الرسمية وجوب تشكيل الحكومة في مهلة لا تتجاوز 15 يوليو المقبل وإلا فسيكون لبنان امام ازمة اقتصادية كبرى لا يعرف احد مداها.