رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه من الضروري إشراك كل من سورية وإيران في مجابهة الإرهاب.
وقال لافروف، في تصريح نقلته وكالة أنباء «ايتارتاس» الروسية أمس «لابد أن نشرك الحكومة السورية ضمن الجهات التي تحارب ضد الإرهاب»، معبرا عن سعادته بسبب سيادة مفهوم أن مخاطر الإرهاب تعد أكثر خطرا من مفهوم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة بشكل أساسي.
وأضاف «انه من غير المنطقي تماما رفض إدارة الرئيس باراك أوباما التعاون مع سورية عقب التوصل لاتفاق بشأن تدمير ترسانة سورية النووية الذي عقد العام الماضي».
وشدد على الحاجة إلى التعاون مع إيران في مواجهة «داعش»، وان تكون جزءا من جهود مواجهة هذا التنظيم، لأنها من أشد معارضيه، وإن تجاهل إيران في هذه المعركة وعدم دعوتها للتعاون أمر خاطئ تماما ولا يختلف عن عدم التشاور مع الحكومة السورية وعدم التعاون معها.
من جهة أخرى، قال لافروف: ان العلاقات بين بلاده وواشنطن بحاجة الى انطلاقة جديدة، محملا في الوقت ذاته الولايات المتحدة مسؤولية تدهور هذه العلاقات.
وأضاف لافروف في مقابلة تبثها القناة الخامسة الروسية مساء أمس ان «ما يجب فعله حاليا هو ان يقوم الاميركيون بما يسمونه (انطلاقة جديدة)».
ويشير لافروف بذلك الى رغبة في تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين كما عبر عنها الرئيس الاميركي باراك اوباما العام 2009 عندما قدمت له وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون زرا احمر كتبت عليه كلمة «ريسيت» بالروسية بشكل سيئ.
واتهم لافروف الإدارة الأميركية بالمسؤولية عن تدهور العلاقات عبر اقرارها عقوبات قاسية على البنوك والشركات الروسية المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين بسب دور موسكو في الأزمة الاوكرانية. وأوضح في هذا السياق «المشكلة الرئيسية هي انه لدينا مصلحة في تطبيع هذه العلاقات لكن لسنا من قام بتخريبها».
وشدد الوزير الروسي على أن بلاده تسعى جاهدة إلى وقف القتال في الشرق الأوكراني وإحلال السلام هناك، مؤكدا أن موقفها يأتي لصالح الشعب الأوكراني وليس لإرضاء الولايات المتحدة الأميركية والبلدان التابعة لها، أو الغرب لكي يتم رفع العقوبات عنها. وتابع «لا ننوي تغيير موقفنا، وسنبذل كل ما بوسعنا لتحقيق السلام، ولكننا سنفعل هذا لأن الشعب الأوكراني شقيقنا، وليس من أجل إرضاء أحد ما وراء المحيط».
وأضاف «ان روسيا لن تساير الولايات المتحدة الأميركية في أوكرانيا»، مذكرا بأن واشنطن عبرت لبلاده أكثر من مرة عن رجائها بأن تقوم بخطوات محددة تجاه أوكرانيا من شأنها أن تمهد لرفع ما فرضته الولايات المتحدة وحلفاؤها من عقوبات سياسية واقتصادية».
وأضاف «هذا بغية إجبارها على التخلي عن دعم أهالي الشرق الأوكراني، الذين تصدوا لانقلابيين استولوا على السلطة في مدينة كييف عاصمة أوكرانيا، مدعومين من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، وشنوا عملية عسكرية على المحتجين في جنوب شرق أوكرانيا»، على حد قوله.
ورغم تأكيده انه يتحدث بانتظام مع نظيره الاميركي جون كيري، قال لافروف: ان «هناك قنوات اخرى للاتصال رغم انه ليس بإمكاننا ارغام الأميركيين على ان يكونوا أصدقاء لنا او الاصغاء الينا».