تناولت وسائل الإعلام مؤخرا أخباراً عديدة حول قيام الحكومة ببدء مشوار «الألف ميل» نحو كويت المستقبل.. «عن نفسي، منذ منتصف الثمانينيات وأنا أسمع عن مشاريع الحكومة».. ففي تلك الحقبة كانت الحكومة تطلق على خططها التنموية مسمى «الخطة الخمسية»، أي أن تنفيذ الخطة يستغرق 5 سنوات، الغريب في الأمر أن فترة الثمانينيات مضى عليها أكثر من 30 سنة ما يعادل 6 خطط خمسية ولم نر ما يستحق الذكر من مشاريع تنموية!
كان الحديث عن مترو الكويت، وأن هذا المشروع من المشاريع التنموية الرائدة.. فقررت أن أغمض عيناي وأتخيل هذا المترو!
في أول محطة ركبنا المترو حيث ينقلنا بطريقة سلسة إلى المحطة الثانية.. «مدينة المال والأعمال» حيث توجد ناطحات السحاب وفي داخلها شركات «ليست» ورقية! وفي وسط هذه المدينة توجد هيئة تشرف على جميع الشركات الاستثمارية، حيث الدقة في المراقبة والسرعة في إنجاز الأعمال، ولا يتم إيقاف شركات بهدف التدقيق على بياناتها لمدة 6 أشهر وأكثر كما هو الحال اليوم!
وبالمناسبة لقد اشتريت تذاكر المترو من الإنترنت !
استكملنا جولتنا في المترو حتى وصلنا إلى المحطة الثالثة.. «المدينة الصحية» حيث وجدنا مراكز للأبحاث ومستشفيات على مستوى عالمي، بل أكثر من ذلك.. لدرجة أننا وجدنا بعض الأسماء «الرنانة» من المستشفيات العالمية في هذه المدينة!
لا نريد أن نفتح أعيننا لأن جولة المترو خيالية!
المحطة الرابعة كانت «المدينة التعليمية» حيث الجامعات العالمية والتخصصات المختلفة وحرم جامعي على أعلى مستوى مكتوب عليه «جامعة كويت المستقبل» فوجدنا بروفسور زائراً ومحاضراً مشهوراً، ومكتبة كبيرة جدا فيها كتب ومعلومات تضاهي الدول المتقدمة!
المحطة التالية كانت المدينة الرياضية حيث الملاعب والاستادات.. ومن ثم محطة «المدينة الصناعية» حيث المصانع الحديثة ومراكز تطوير المنتجات المحلية والصناعات المختلفة.. تليها محطة «المدينة الترفيهية» ليست الحالية بالدوحة ولكن شيء متطور يتعدى ما نراه في الغرب!
المحطة الأخيرة «الواقع» وإذا بصوت عال «يا أخي افتح عيونك، ما يصير تغمض وانت واقف على الإشارة، يا أخي عطلتنا».. ففتحت عيناي ولم أر سوى زحمة الشوارع.. وضجيج المركبات.. والمشاة يعبرون الشارع في الأماكن غير المخصصة لهم.. وفوضى في كل مكان وفي داخلي «زحمة» أسئلة سببت «اختناقا مروريا» لسير الأفكار!
حاولت وحاولت أن اختار سؤالاً واحداً لكي أسعى جاهدا للحصول على إجابة له.. فكان السؤال.. «كيف؟»!
كيف سنصل إلى تحقيق هذا الحلم.. خصوصا أن الأحلام مهما بلغت صعوبتها، فإنها لا تتحقق إلا على ارض الواقع.. وللأسف ارض الواقع «قاحلة» ولا يمكن أن تتحول إلى ارض خصبة إلا بتغيير الأسلوب الإداري العقيم الذي يمارس في الدولة والبيروقراطية التعيسة!
بكل صراحة... لن نتمكن من إدراك «مقدمة» أحلامنا إلا إذا طوينا «خاتمة» واقعنا، وسلكنا طريقاً حضارياً جديد في تبسيط مهام إدارات الدولة والالتزام بأسس ومعايير تساعدنا على الإنجاز وليس التعطيل!
و في النهاية..
دعوة من آيديليتي للخروج من «نفق» الواقع عبر «مترو» الأحلام.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «مراكز التكلفة»
مقالة سابقة بعنوان: «حوار» الأدراج
مقالة سابقة بعنوان: عشوائية «التعليم»
مقالة سابقة بعنوان: «لجنة» ولو جبر خاطر
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»
مقالة سابقة بعنوان ثقافة «الاستقالة»
مقالة سابقة بعنوان «شكراً..»
مقالة سابقة بعنوان «إفساد الفرد»
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة الذكية... »
مقالة سابقة بعنوان مفاهيم «معكوسة...»