منذ بدء الخليقة وكوكبنا الجميل يحوم حول فلك الشمس ويجري وراءها، أينما حلت حلّ، وذلك لأن في إشعاعها إكسير الحياة وسر بقاء الماء في حالته التي تبقي الأحياء أحياء.
وعندما تتوارى الشمس يظهر القمر في مرمى النظر بذلك البريق الخلاب وتزداد الصورة إبهارا عند صفاء السماء من غيومها فتتجلى ابلغ صور الجمال لتكون تربة خصبة لتهيج شجون الشعراء ولنا بهذا المقام وقفة مع أميرهم أحمد شوقي حين قال:
البدر يكمل كل شهر مرة
وهلال وجهك كل يوم كامل.
أصبح القمر محط الأنظار ومقياسا للجمال والمقارنة، فلا يخلو قاموس الشاعر أو العاشق منه، لكن للأسف لا نكاد نسمع بأحدهم تغزل في الشمس أو تطرق لذكرها في موضع ما إلا ما رحم ربي، مع أن القمر ما هو إلا انعكاس للشمس وهي السبب الرئيس الذي أتاح لنا رؤيته في أحسن حال!
وأنا بهذا المقال أردت أن أرمي لما هو أبعد من ذلك، فالشمس ترمز إلى الطبقة الكادحة التي تسير جميع الأمور وتذلل العقبات وتجعل من المستحيل ممكنا أحيانا، والقمر يرمز إلى ذلك المدير على قمة الهرم الذي قد يكون له دور مهم في التخطيط والتنسيق وهذا التناغم المحمود الذي يجب أن يكون في إبراز دور كليهما على أن يطغى أحد على أحد.
ولكن ما يحدث واقعا أن القائد هو محط الإعجاب دائما كالقمر الذي يُتغنى له في سائر الوقت وليس هذا فقط بل إن الشمس آفلة على الدوام وإن حدث فتجرأت على سيدها وحاولت الظهور جاء القمر ليحدث لها كسوفا كليا!
[email protected]
twitter/instagram @dralsahaf