عبدالله الشنفا
يتلذذ بعض المسؤولين بابتداع التسميات - كما يحلو لهم - فهل يجوز للموظف مهما كانت وظيفته ان يوجه خطابا للمعلم ويقول اني اريد ان امحو اميتك في الموضوع الفلاني؟! أين الرقي في استعمال الألفاظ اذا؟ وما يضرنا لو استعملنا عبارات اخرى مثل (تطوير - اثراء مهارات - تهيئة... إلخ) بدل ان نقول للمدرس المربي وغارس العلم انك بحاجة لمحو اميتك بالكمبيوتر! ولكنها عقلية وزارتنا العجوز التي تسير على مبدأ الأب المتسلط والمستبد عند اصرارها على تحويل الاخوة المعلمين والمعلمات الذين امتنعوا عن الحضور للدورة المسائية وبلا مقابل وغيرهم، بمقابل مادي والعمل على الخصم من راتبه مع انه يعمل في وظيفته الاساسية ولم يتغيب عنها فبأي شرع يكون هذا الظلم؟! هل من يطالب بأبسط حقوقه يكون مستهترا وخارجا على القانون العام لمملكة وزارة التطفيش؟! أليس له نصيب من كعكة المكافآت التي تصرف لكل من يشرف على - هؤلاء الاطفال الكبار في نظر الوزارة - أو الذين يلقون المحاضرات في الدورة؟ ثم لماذا السكوت أخي المعلم عن حقك؟ أشرك المؤسسة التشريعية معك في آمالك وآلامك وهمومك وعلى رأسها مجلس الامة الموقر، صوت من لا صوت له، وعلى رأسهم الاخوة الافاضل اعضاء اللجنة التعليمية كأمثال النواب (د. فيصل المسلم - د. علي العمير - د. جمعان الحربش) فهؤلاء صوتنا وهم من عايش الوضع المتردي للتعليم، بل خير من يلمس مواطن الجراح مع اخوانهم في مجلس الامة، فالشهامة عنوانهم والاقدام ديدنهم وسترى حقوقك وهي ترجع لك وعلى طبق من ذهب! بل تقدمه لك تلك المسؤولة أم الخصم!
ثم ماذا يضرنا لو تم التنسيق بين مدارس المنطقة الواحدة على عقد الدورة للمعلمين في احدى المدارس (البنين والبنات) كل على حدة، واعطائهم هذه الدورة ضمن ساعات الدوام الرسمية فقط، لوجود مختبرات حاسوب مجهزة بالكامل في جميع المدارس أو على الاقل ضمن حصص الموسيقى التي لا نفع يرجى منها، كما هو الحال لو أراد أي معلم الاستئذان لانهاء أعماله الخاصة فسيقوم بتحريك الحصص وتبديلها حتى يحصل على عدد من الساعات ينهي بها عمله. «احمد ربك يالموظف العادي غير المدرس تدخل وتطلع بلا مشاكل والكل يقول عنك ونعم» لأنهم يريدون العمل وليس الاستبداد!
فبذلك نكون قد قدمنا لهم ما نريد مع تغيير اسم الدورة الى اسمها الحقيقي icdl، والفوز بالرضا من قبل المعلمين لانهم سيقبلون عليها بكل ترحيب، لانه من الخطأ الكبير ان نختطفهم من بيوتهم ومن ابنائهم وأوقات اسرهم، وبلا مقابل، فعددهم 6500 معلم ومعلمة.
ومن الخطأ ايضا ان يحس اخواننا المعلمون بالغبن وعدم التقدير بمثل هذه الاوامر العسكرية، أليس من الحرام ان تأخذ مالا ايها المسؤول وانت مرتاح البال، وأنا اعاني العمل ومشاكل التلاميذ واختلافات وجهات النظر مع أولياء الامور صباحا واحرم من السكينة في بيتي مساء.. وبلا مقابل؟!
اعيدها واكررها.. قاطعوا هذه الدورة بشكلها الحالي ايها الزملاء لان مقاطعتكم لها ستجعلهم يحسبون لكم الف حساب مستقبلا، وهذه دعوة مفتوحة مني لاخواني وصوتي الحر المسموع (مجلس الامة الموقر) لتوجيه سؤال لـ «وكالة البلح» المسؤولة عن العزوف عن مهنة التعليم لوقف هذه المهزلة والتلاعب بالمعلم لأن «جمعية المعلمين» قد وصلوا للتو من كورس علاجي في المغرب! ويحتاجون الى فترة نقاهة الله وحده يعلم متى تنتهي! وكلي رجاء ألا تنتهي! لأن السكوت علامة الرضا!