عبدالله الشنفا
إن المجـــتمعات البشرية تخـــتلف في الطبـــاع والسمات وما سطرته من حضارة لرفـــعة ورقي ابـــنائها ولـــذلك تجد الكثير من المجتمعات في مختــلف اصــقاع العالم تروي بفخر واعتزاز ما سطــره اسلافــهم من عـــلوم حيرت العلماء في عصرنا الحالي وهذا من اسباب الرقي الثــقافي الذي يترجم الى سلوك في التعامل مع من حـــولهم، بيــنما ظهـــرت عــــندنا في الكويت ثـــقافة سطـــحية جــديدة مســتــغربة من العـــقلاء وهي ظاهرة الاستــهزاء بالآخـــرين، فلا تجــد مسرحية الا ويكون الهدف منها الحط من قدر بعض الاشخاص على المسرح لاضحـــاك الجـــمهور، ولا تجد عمـــلا في التلــــفزيون الا ويستهزئ بالآخرين حتى اصبحنا محط سخرية المحيطين بنا قبل البعيدين عنا «اضحك اضحك حتى يضحك عليك.. الناس».
بل زادت الطين بلة تلك الاعلانات السمجة على الباصات للبرنامج الكرتوني الهابط الذي يصور سلبيات المجتمع، وللاسف ليس فيه رجل معتدل، وقد صعقت عندما رأيت تصوير الشخص الملتزم بصورة تنفر حيث صور ضخم الجسم، جاحظ العينين، عريض المنكبين.. الخ، بينما الشخص الليبرالي، سكبة، دشداشته مرتبة، وجهه جميل.. الخ، وهذا الاعلان هو هدية رمضان، يا روحي على هالثقافة.
ماذا قدمـــنا لوطــننا ولمجتمعنا بدلا من هذا الهبوط والتفسخ عن القيم والعادات السلوكية التي لا يرضاها المنصف العادل؟
متى نخلع هذه النظارة لنرى الى اين نتجه؟ وللاسف اللي نتطنز عليهم نعالج عندهم ونتعلم من علومهم، واي جيل هذا الذي نريده؟ وهل هذه عادة استقبال رمضان بالبرامج التافهة او مسلسل فاضح.
نقطة ضوء: لقد سطر الوزير باقر صاحب العيدية الرمضانية مبدأ ان الكويت لاتزال بخير لأن المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه، والدور دوركم يا اتحاد الجمعيات ترى اتحادكم رحمة وفرقتكم (كما يريدها بعض التجار) عذاب.