إن الحديث عن صاحب السمو يحتاج الى الكثير ولكن من الممكن ان نوجزها في السطور التالية: تولى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في 29 يناير 2006 بعد تنازل الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله سالم الصباح بعشرة أيام عن الإمارة بسبب أحواله الصحية، وبويع بإجماع أعضاء مجلس الأمة الكويتي.
وبالأمس احتفلنا بالذكرى الحادية عشرة على تولي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.
حيث بدأ صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تمرسه في العمل العام في التاسع عشر من يوليو عام 1954م، ولم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره عندما أصدر المغفور له سمو الشيخ عبدالله السالم أمرا بتعيينه عضوا في اللجنة التنفيذية العليا والتي عهد إليها مهمة تنظيم مصالح الحكومة ودوائرها الرسمية، وعقب انتهاء هذه اللجنة من عملها تم تعيينه رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل وأضيفت الى مسؤوليته رئاسة دائرة المطبوعات في سنة 1957، وفي التشكيل الوزاري الثاني في فبراير 1963م تولى حقيبة وزارة الخارجية ورئيس اللجنة الدائمة بمساعدات الخليج العربي، وبحكم صفته الوزارية أصبح عضوا في مجلس الأمة منذ عام 1963م، وحتى عام 1964م كان وزيرا للإرشاد والأنباء بالوكالة، وكان وزيرا للمالية والنفط ووزيرا للإعلام بالوكالة، بالإضافة الى منصبه وزيرا للخارجية، وأصبح سموه متنقلا بين الحقائب الوزارية المختلفة، وفي 16 فبراير من عام 1978م عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة الى كونه وزيرا للخارجية واستمر في هذا المنصب حتى 20 ابريل 1991م وبتاريخ 18 اكتوبر 1992 عين نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية وظل في هذه المناصب حتى يوليو 2003م عندما عين رئيسا للوزراء.
رجل دولة
1- سيرة سموه الشخصية ونجاحاته لا تقتصر فقط على موضوع حقوق المرأة السياسية وحسب، كان فيه الوجه الأبرز الذي طغى على ما عاداه من أحداث ولذلك تم اختياره وجها في الأحداث.
2- مثلما يشيرون الى اسم الشيخ عبدالله السالم بأنه أبوالدستور، ستردد الأجيال ويكتب المؤرخون ان الشيخ صباح الأحمد كان صاحب القرار بإعطاء المرأة حقوقها السياسية والحكيم الذي ترجم رغبة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، التي أطلقها عام 1999م.
القائد والشعب
أكد سموه في كلمته التي وجهها للشعب الكويتي «أن القائد لا يمكنه أن ينجح إلا بتعاون شعبه معه تعاونا حقيقيا، مناشدا المواطنين أن يجعلوا مصلحة الوطن قبل مصلحتهم ويتجاهلوا منافعهم الذاتية في سبيل منفعة الجميع وأن يحترموا القانون والنظام ويحرصوا على مصلحة الوطن وممتلكاته وانجازاته.
دور الكويت
استطاع صاحب السمو خلال هذه الفترة إبراز دور الكويت في المحافل الدولية في المجالات كافة سواء الإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية وكان سموه حريصا على مصلحة الكويت وإعلاء كلمتها في هذه المحافل فكان سموه بحق الحافظ للأمانة والقادر على إدارة شؤون الحكم في البلاد.
المسيرة مستمرة
وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان يدرك منذ تسلمه مهام رئاسة الوزراء بالنيابة انه إنما يكمل مسيرة سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وهي مسيرة الكويت فكان الشيخ صباح في مواجهته للأحداث سواء العالمية أو العربية أو المحلية إنما يستلهم الروح الكويتية نفسها التي تبتعد عن النظرة الضيقة وتغلب روح الأسرة الواحدة، ويعتبر سموه أحد أعمدة الحكم في الكويت، وكان سموه ثالث ثلاثة يشكلون أركان النظام في الدولة لسنوات طويلة من عمر الكويت المعاصرة.
قيادته
إن ما تحلى به سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من سمات شخصية متميزة كان له اثره الكبير فيما حققه سموه من نجاح حين أسندت اليه العديد من المناصب العامة، كما استطاع حين تولى منصب وزير الخارجية أن يحقق للكويت مكانتها وأن يبرز شخصيتها خارج حدودها عربيا وإقليميا ودوليا، وساعد على ذلك ما تميز به من دماثة خلق ومن روح فتية طموح انعكس من خلالها وجه الكويت المشرق.
فكره
وعلى امتداد السنوات التي قضاها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مشاركا في القيادة السياسية للكويت من خلال وزارة الإرشاد والأنباء «الإعلام حاليا» كانت الكويت شغله الشاغل فوصل بصوتها المسموع وبكلماتها المقروءة وبصورتها المشرقة الى شرق العالم وغربه. وحقق بذلك ما واكب النقلة الحضارية للكويت من تواصل مع العالم في المجالات الفكرية والثقافية والإعلامية.
جهوده
من خلال السنوات الطويلة التي شغل فيها سموه منصب وزير خارجية دولة الكويت، كان حريصا في تخطيطه لسياسة الكويت الخارجية على ألا تكون تلك السياسة مرتبطة برغباته أو مزاجه الشخصي، بل بالتقاليد التي درجت عليها الكويت منذ نشأتها من حيث التوازن في علاقاتها الدولية، وبما ينسجم مع القرارات الخليجية والعربية الجماعية من أجل وحدة الصف الخليجي والعربي دون المساس في الوقت نفسه بخصوصية السياسة الخارجية الكويتية، ويتميز سمو الشيخ صباح الأحمد بعقلية اقتصادية الى جانب ما جبل عليه من مقدرة سياسية.
ديبلوماسيته
أما على مستوى السياسة الخارجية فقد ارتكز نجاح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على العلاقات الوثيقة التي اقامها مع نظرائه من وزراء الخارجية في العديد من الدول ومع الكثير من قادة العالم، وأثبت دراية فائقة بفن التعامل والديبلوماسية وساعدته على ذلك الخبرة والفصاحة والمقدرة السياسية التي جبل عليها.
أميرا للكويت
بايع مجلس الأمة في جلسته الخاصة بالإجماع سمو الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد وفق المادة الرابعة من الدستور يوم الأحد الموافق 29 يناير 2006م.
وأدى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية، وقال سموه في نطق القسم: «أقسم بالله العظيم أن احترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه..».
[email protected]