الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن لأثره اقتفى.
أما بعد:
فإن الكلام سلاح ذو حدين، فربما زاد في صحيفة حسنات الإنسان، وربما زاد في صحيفة سيئاته، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، وها نحن نستقبل شهر ابريل من التاريخ الميلادي، ومن مظاهر الغزو الفكري على بلادنا الإسلامية: تقليد الغرب فيما يسمى بـ «كذبة ابريل».
وهذه العادة المستوردة اسمها يدل على مخالفتها لشريعتنا الغراء، فإن الكذب داء عظيم، وهو من قبائح الذنوب، وكبائر العيوب، وقد حذر الله ـ جل وعلا ـ منه في كتابه الكريم، قال تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب)، وأمر بالصدق فقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم آمرا بالصدق محذرا من الكذب: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: «فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة» رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعد النبي صلى الله عليه وسلم الكذب من علامات النفاق فقال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر» رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم مبينا عقوبة الكاذب الذي ينتشر كذبه: «رأيت رجلين أتياني، قالا: الذي رأيته يشق شدقه فكذاب، يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة» رواه البخاري.
وفي المقابل بين النبي صلى الله عليه وسلم عظم أجر من ترك الكذب فقال: «أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا»، رواه أبوداود وحسنه الألباني.
والكذب من أبغض الأخلاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب» رواه الترمذي وصححه الألباني.
ومن تعود الكذب في هذه المواسم هان عليه في غيرها.
فيجب الحذر من هذه العادات الدخيلة والابتعاد عنها، والاعتزاز بقيم وأخلاق الإسلام وتطبيقها، قال الله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
twitter: dr_aljarman