بينما يموت طفل كل يوم في سورية يولد حب جديد لهذه الأرض، ومع كل قطرة دم تنزف من اجل الوطن تنبت الأرض شاما ثانية لا تقبل الظلم والاضطهاد او الاستعباد، فأحمد ابن السادسة من عمره نجا من بين الركام والأنقاض التي خلفها قصف المباني من قادة دولة الظلم والطغيان.
وكعادة اي طفل ها هو احمد يحاول ان يكتب ويتعلم ويخربش على جدران المباني المتهالكة، كتب في اليوم نفسه كلمات كان يسمعها من والده الذي كان يرددها دائما والتي تعلمها من ابيه الذي مات في عهد حافظ الأسد، عندما استشهد في مجزرة حماة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء من الأبرياء.
كتب احمد على جدار احد المباني: «لا وطن الا سورية ولا حرية الا بقول الحق»، وما ان انتهى احمد من الكتابة حتى تم اطلاق النار عليه من قبل احد الاشخاص الناجين مثله ايضا من الركام، ذلك القاتل الذي اعتقد أن هذا الانجاز سينجيه هو وعائلته من قوات الظالم المستبد، وبعد قدوم جنود النظام وجدوا أن دم احمد لم يجف بعد وبالسؤال عن القاتل وعن الأسباب، أجابهم قائلا: من اجل الرئيس عملت هذا، فلا حب الا حب الرئيس ولا وطن الا وطن الرئيس، فأطلق عليه احدهم النار وأرداه جثة هامدة إلى جوار أحمد. ومات ذليلا. بعدما قتل احمد كرمز للشجاعة. ويبقى الوطن العربي القاتل الطامع في نجاة دوله وما هو بناجٍ ان لم ينصر المظلوم على الظالم بالأفعال لا بالأقوال وذرف الدموع.
[email protected]