لعبت الكويت منذ تاريخها دورا كبيرا في السياسة الخارجية البناءة على شتى المستويات الاقليمية والعربية والدولية.. وتحتل الكويت مكانة عالية ومرموقة عربيا ودوليا ولها إسهاماتها ومبادراتها الايجابية في القضايا الدولية والعلاقات الديبلوماسية الخارجية وهذا ما يميزها عن باقي اقرانها من الدول الخليجية فهي تتبع سياسة الموازنة والعمل على حل الخلافات والمشاكل بين الدول بالطرق السلمية ووفق القانون الدولي وهذا ما يميز دولة لها مكانة سياسية مثل الكويت، حيث ان الدول لا تقاس بمساحتها الجغرافية ولا بقوتها العسكرية بمفهوم آخر إنما تقاس بدورها الديبلوماسي في حل النزاعات بين الدول ومدى قبول الدول المتنازعة لهذه الدولة كوسيط لحل المشكلة أو تلك القضية.
ولا ننسى ان دور الكويت اصبح مهما في العملية السياسية الخارجية خصوصا بعد ترؤس الكويت مجلس الأمن الأمر الذي جعل منها قطبا للأطراف المتنازعة للعمل على إيجاد الحلول لجميع المشاكل والقضايا، كما تؤكد على اهمية الجلوس على طاولة الحوار لحل اي قضية سياسية.
وهنا نستذكر دور الكويت في المساعي الحميدة ودورها في الوساطة بين الدول الاشقاء وتقريب وجهات النظر للوصول الى حل يرضي جميع الاطراف المتنازعة، ونستذكر هنا دور الكويت ومساعيها لحل القضية الفلسطينية وكذلك دور الكويت في حل الخلاف في الحرب الاهلية في لبنان وغيرها الكثير من الدول التي سعت الكويت وبذلت مجهودا من اجل حل خلاف سياسي او منع نزاع سيحدث، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على الدور الكبير الذي تقوم به الكويت من اجل القضايا العربية والسياسية في الوقت نفسه كما برزت جهود الكويت الإنسانية من خلال تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم وإغاثة للمنكوبين في شتى بقاع الأرض، الأمر الذي قوى من موقفها وسمعتها الطيبة قيادة وشعبا لدى الآخرين مما مهد لها لأن تكون وسيطا مقبولا وحياديا في جهودها لحل الأزمات والخلافات بين الدول.