هو ذلك الأستاذ والسياسي الخليجي الذي اتخذ من شاشة قناة الجزيرة منبرا للدفاع عن الطاغية صدام (أعدم 2006) من الغزو الأميركي (2003) واصفا المعارضة العراقية ومن ساعدها من الدول العربية كالكويت مثلا لتخليص العراق من محنته بالخونة والعملاء.. إلخ.
كتب هذا الأستاذ مقالا بعنوان «العقيد والمشير نحكمكم أو نبيدكم «في صحيفة القدس العربي بتاريخ 21 الجاري يقول فيه الثورة الليبية «في بادئ الأمر كانت الثورة سلمية تطالب بحقوق وطنية مشروعة ثم تقول صبرنا أربعين عاما ولم نذق طعم الحرية ولم تتغير أحوالنا الاقتصادية والاجتماعية والعلمية رغم ثراء بلادنا وتحولت الثورة السلمية إلى ثورة لمواجهة القمع المسلح، فما كان على هؤلاء (الثوار) إلا الاستنجاد بالمجتمع العربي الذي تباطأ في نصرتهم في ردع القذافي وما كان عليهم إلا طلب النجدة من الأمم المتحدة «ثم يقول بعد أسطر «والحق إنني لم أكن من المؤيدين لأي تدخل أجنبي في شأن عربي ولا بمساعدة حاكم ولا محكوم.. ولكن ما العمل تجاه حماقة القذافي»؟
عجيب وغريب منطق أيتام صدام فبالأمس وقفوا ضد الشعب العراقي عندما استعان بالاميركان واليوم يبررون للشعب الليبي استعانته بقوات حلف الناتو، فالمعطيات يا دكتور واحدة وهي كالتالي:
فصدام والقذافي كلاهما ديكتاتوريان قد حكما شعبيهما فترة طويلة الأول أكثر من ثلاثين سنة والأخير اثنين وأربعين سنة.
الشعبان العراقي والليبي مغلوبان على أمرهما ولا حول لهما ولا قوة على مواجهة السلطة القمعية.
ليس هناك منظومة عربية عسكرية تحمي الشعوب العربية من طغيان الحكام. الأمم المتحدة وأميركا اسمان يختلفان باللفظ ولكن معناهما واحد، لكن سر هذ التحول والتغير في المواقف السياسية عند المثقفين هي السياسة وأجندتها المتغيرة حسب المصالح، ورحم الله الشيخ محمد عبده (توفي 1905).
عندما قال «السياسة بحر من النجاسة» فالسياسة جعلت البعثي العتيق يتحول إلى مجاهد إسلامي تارة وتارة أخرى إلى لبيرالي يدافع عن كرامة الشعوب.
«مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا».